قطعت علاقتي بالشاب وأخشى أن يجد غيري ويتركني!

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة، حاولت التقرب من الله بعد انقطاع تام للعلاقات المحرمة، وجدت نفسي أمام الأمر الواقع في علاقة محرمة مع شاب يريد الزواج مني، ولكنا ما زلنا صغارا، والشاب لم يكون نفسه حتى الآن، وأنا أحبه وأخبرته أن علاقتنا محرمة، ويمكنني انتظاره لمئات السنوات، وأدعو له في صلاتي بالتوفيق والرزق، ولكنه رفض أن ينهي علاقتنا.

أشعر بتأنيب الضمير في كل مرة أتذكر أن ربي ليس راضيا عني، وأخشى أن يجد فتاة أخرى لو تركته، ويدخل معها في علاقة محرمة وينساني، أفيدوني كيف أجعله يتقبل فكرة إنهاء العلاقة حتى يوفق من الله؟ وكيف أقنع نفسي على أنه لن يجد فتاة غيري بعد انقطاع العلاقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونسأل الله أن يعينك على البعد عن الحرام، وأن يجنبك الذنوب والآثام.

سعدنا بهذه المشاعر النبيلة التي نرجو أن تتحول إلى قرار واضح، بالتوقف تماما عن التواصل مع الشاب المذكور، أو مع غيره، ونذكرك بأنك فتاة مسلمة غالية، وأن الذي يريدك ينبغي أن يطرق الأبواب، ويقابل أهلك الأحباب، وحتى لو كان الوقت مبكرا، فمن المهم جدا أن تكون العلاقة بعلم أهلك وأهله، والعلاقة التي نقصدها هنا: أن تأتي والدته إلى بيتكم، وتخبر الوالدة أنها ترغب -عندما يأتي الوقت المناسب- أن تكوني لابنها، وهذا معروف بين الناس وموجود، لكن أن تستمر العلاقة بالطريقة المذكورة، فلا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، ولا ننصح بذلك؛ لأنها تغضب الله تعالى، وهي خطيرة أيضا على الحياة الدنيوية وفي مستقبل العلاقة، ومثل هذه العلاقات التي تبدأ بعلاقة غير شرعية وعلاقة في الخفاء، تكون دائما مصدر إزعاج وشر، حتى لو تم الزواج واكتملت العلاقة بعد ذلك بطريقة صحيحة؛ لأن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.

ولذلك نحن نحذرك من الاستمرار في هذه العلاقة، ولا تستجيبي لرفضه، وعليه أن يتوقف فورا، إذا كان صادقا يريد لك الخير ويريد لنفسه الخير، فإن العلاقة التي تؤسس على معصية الله، لا يمكن أن تقبل، ولن تستمر، وستنقطع العلاقة بينكما عاجلا أم آجلا، فاختصري الطريق، قبل أن تكون هناك فضيحة بين الأهل.

وإذا أراد أن يستمر بعد ذلك مع أخرى في علاقة محرمة، فهو يضر نفسه، فلا تنجرفي معه في هذه الهاوية، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، واعلمي أن المؤمنة ينبغي أن تدرك أن حب الله أغلى، وأن حب الله أعلى، وأن عليها أن تتقيد بأحكام هذا الشرع، واعلمي أن الكون بيد الله تبارك وتعالى، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله.

كوني حريصة على طاعة الله تبارك وتعالى، والالتزام بقواعد وضوابط هذا الشرع الحنيف، وننصحك -وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا- ألا تتساهلي في هذا الأمر، لأنك الطرف المتضرر، فضلا عن أنكما تفعلان أمرا لا يرضي الله بشهادتك.

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على التوقف الفوري، وحتى يستعد الشاب ويأتي بعد ذلك ليطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، ليؤسس علاقة صحيحة، بل ينبغي أن تتوبي من هذا الذي حصل وهذه التجاوزات، مجرد حصول علاقة، مجرد كلام، مجرد هذا كله لا يقبل من الناحية الشرعية، وهي ذنوب تحتاج إلى أن تتوبي منها، وتتوقفي عنها فورا؛ لأن هذا هو أول شروط التوبة: التوقف عن الذنب، الندم على ما حصل، والعزم على عدم العود، ثم عليك أن تجتهدي في الحسنات الماحية، فالحسنات يذهبن السيئات.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات