فكرة انفصالي عن زوجي تراودني رغم حسن العلاقة، فما توجيهكم؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ 15 سنة، لم أرزق بأطفال، تراودني فكرة الانفصال من ثاني شهر، بسبب شك زوجي، فهو كثير الشك، وعنده وسواس قهري، ولكن -الحمد لله- هذه مشكلة تم حلها. زوجي إنسان طيب، يخدم الآخرين، ولكن لا يهتم بي ولا ببيته، رغم أنه يصلي أغلب أوقاته في الجامع، ويساعدني في بعض أعمال البيت، ومع أني أعيش معه من غير أطفال فأشعر بالوحدة، فهو لا يهتم بي، وأنا أتحمل كل مصاريف البيت، فالنفقة علي، ومع ذلك لا يصلح ما يفسد من البيت، حتى على حسابي، رغم أنه يسرع لخدمة الآخرين.

زوجات إخوته مقاطعات لي، لا يتواصلن معي من غير سبب، وعلاقتي مع أمه وأخواته طيبة، و-الحمد لله- ومع ذلك إن طلبوا شيئا لا يتأخر عنهم، ويلبي لهم كل طلباتهم، الأمر الذي يشعرني بالقهر، والرغبة في الانفصال، إلا أن أهلي لن يسمحوا لي بالانفصال.

كيف أتصرف أو كيف أتعايش مع هذا القهر؟ رغم أنه يحسن التعامل معي، فكيف أصلح علاقتي معه؟ وفكرة الانفصال لا تفارقني، رغم رفضي لها، وخاصة أنه لم يحدث بيننا أي خلاف.

أنا امرأة حلمي أن أحفظ القرآن الكريم كاملا، وهذه المشاعر تحول بيني وبين هدفي، أجاهد كثيرا من أجل الحفظ، ولكن أنسى كثيرا، رغم تعاهدي لما أحفظ، وحتى مع التكرار اليومي أنسى، وأتردد في بعض المواضع، والله المستعان.

أفيدوني، جزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي -بارك الله فيك- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من مسلك خطير يقوم به الشيطان، ونخشى أنك وقعت فيه، حين قال صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ومعنى يفرك أي يبغض.

إن من وسائل الشيطان تخبيب العلاقة الزوجية، بزرع البغضاء في البيت، ثم ضم الأخطاء بعضها إلى بعض، لتكون جبلا فوق صدر صاحبه، فتضيق عليه الدنيا على سعتها.

هذا -أختنا- ما حدث معك، فالزواج منذ خمسة عشر عاما، ومع ذلك ذكرك الشيطان بأخطاء قديمة وجديدة، وبعضها قد ذهب أدراج الرياح، كالشك فيك -حفظك الله- ثم ضم إلى ذلك عدم الإنجاب، وهذا أمر مقدر على ابن آدم، وابتلاء وقع عليكم، لحكمة يعلمها الله، فلا ذنب لك ولا له، ثم ضم إلى ذلك تقصيره في بعض حقوقك مع إحسانه إلى أهله، وكذلك رغبتك في حفظ كتاب الله، وعدم إنجاز حلمك، وجعل هذا مرتبطا بالزواج والمشاكل.

انظري -أختنا- كيف جمع الشيطان كل هذه الأجزاء ليجعل منها عقبة أمامك، لا حل لها إلا الطلاق!

الحق أنك لو تمعنت بالنظر لوجدت أن أكثر هذه المشاكل ليست من الزوج مباشرة، وبعضها قد انتهت ولم يعد لها وجود، ولم يبق إلا المعاملة غير الجيدة، وهذا لو نظرت لها وحدها واجتهدت في معرفة أسبابها وجعلت الحوار بينك وبين زوجك وسيلة لتلافيها لكان أعون لك وأفضل.

الأخت الفاضلة: أول ما ننصحك به طرد فكرة الطلاق من رأسك، ذلك أنه خراب للبيت، وهدم له، وهو من مفارح الشيطان الكبرى، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت!).

ثانيا: عدم التفكير في المشاكل السابقة التي عوفي الزوج منها، والاجتهاد من طردها مباشرة من رأسك، مع تحييد المشاكل التي ليس له دور مباشر فيها، كحفظك للقرآن مثلا.

ثالثا: تحديد محل النزاع جيدا، وتحديد المشكلة على وجه الخصوص، ومعرفة الأسباب، والتحدث مع الزوج بشأنها منفصلة عن أي مشكلة أخرى.

رابعا: تحديد موعد لحفظ القرآن مع أخت متمرسة، وإلزام نفسك بذلك، بغض النظر عن أي مشكلة قائمة.

خامسا: إغفال إحسان الزوج إلى أهله وعدم مناقشته في ذلك، والتركيز فقط على تقصيره في حقك.

هذه -أختنا- نصائحنا لك، فالطلاق لا يجلب سعادة ولا يصلح مشاكل خاصة، والزوج كما ذكرت طيب وخدوم، ومن كانت هذه صفته فإن الخير مرجو منه.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات