السؤال
السلام عليكم.
أنا مغترب منذ سنة، وزوجتي تعيش في بلد آخر، وضعي المادي جيد، وأنا مستور، وأشعر بالاشتياق لزوجتي، ونرغب في أن نكون معا.
أحس أنني أصبر على شيء صعب للغاية، وأريد الرجوع لأهلي، لكن والدي يريدني أن أستمر لسنة أخرى، فهل أعتبر عاقا إذا رجعت إلى أهلي دون إذن والدي؟ وماذا أفعل إذا غضب مني؟ لأن الموضوع يزعجه جدا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك بالموقع، كما نشكر لك حرصك على بر والدك، والحرص على عدم عقوقه، وإغضابه، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
ولكننا في الوقت نفسه، لا نوافقك الرأي في الابتعاد عن زوجتك كل هذه المدة الطويلة؛ لا سيما مع صغر سنك، ووجودك في بلد تكثر فيها الفتنة بالنساء، وفي الوقت ذاته لزوجتك عليك حق، فبرك بأبيك، وحرصك على عدم الوقوع في عقوقه، لا يبرر تضييع حق زوجتك من جهة، ومن جهة أخرى لا يسوغ أيضا تعرضك للفتن.
كما أنه في أصل الأمر لا يجب عليك أن تطيع والدك في مثل هذا الموضوع؛ فإن رجوعك إلى بلدك لا يضره، ولا يعد عقوقا في عرف الناس، وهذا هو الضابط للعقوق المحرم، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبادر بالرجوع إلى زوجتك.
أولا: لحفظ نفسك، وأداء حق زوجتك عليك.
وثانيا: القصد من وراء ذلك أداء عبادات كثيرة، كزيارة الوالدين، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة، وما تنفقه من أموال لهذه الرحلة احتسبه على الله تعالى، وسيخلفه عليك، وقد قال سبحانه وتعالى: "وما أنفقتم من شيئا فهو يخلفه وهو خير الرازقين".
وأفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفق على نفسه، ثم دينار ينفقه على أهله، كما جاءت في ذلك الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي الوقت نفسه، احرص كل الحرص على أن لا تغضب والدك، وذلك بأن تختلق له من الأعذار، وتحاول أن تبرر له فعلك هذا، ما يطيب به خاطره، وعلى فرض أنك فعلت كل ما يمكنك فعله، لتجنب إسخاطه عليك، ثم غضب بعد ذلك، فإنك لا تأثم بذلك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.