السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبني زميلي في الجامعة، وهو شاب معروف بدينه وخلقه بشهادة الجميع، ولكن أهلي رفضوه بسبب القضايا المالية المتعلقة بوالده، فهو متورط بشيكات بسبب عمله، والشاب يؤكد أن والده مظلوم، وأنه تعثر في السداد، لكنه يسعى بجدية لتسوية الأمور.
أنا أقدر هذا الشاب لدينه وأخلاقه وشخصيته، وأشعر بأنه شريك حياة مناسب، ويتوافق معي في أهدافي للزواج، وفي تربية أبناء صالحين يرضون الله ورسوله، وأرى بأن مستقبلنا يبدو واعدا؛ بسبب تفوقنا الدراسي وطموحاتنا المشتركة.
الآن أنا حائرة هل أتمسك به وأطلب من أهلي إعادة النظر والتأكد من حقيقة الأمر بدلا من الاعتماد فقط على أحكام المحكمة؟ أهلي متخوفون بسبب كثرة عدد القضايا، ولماذا ترك الأمر يصل للمحكمة؟ ولماذا لم يتوقف عن كتابة الشيكات عندما تعثر في أول مرة؟ أم من الأفضل الابتعاد عن هذه العلاقة، خوفا من التأثير السلبي على مستقبلي ومستقبل أبنائي؟ أرجو منكم النصيحة في اتخاذ القرار الأنسب لي ولحياتي القادمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.
لا شك أن الشاب صاحب الدين والأخلاق ما ينبغي أن نفرط فيه، والشاب ليس له ذنب في هذا الذي حصل لوالده، والابتلاء قد يحصل لأي إنسان، وليس عيبا أن يكون على الإنسان ديون أو مساءلات، ولكن الأمر يحتاج إلى دراسة وصبر.
وعليه أرجو ألا تستعجلي في الرفض، وأن تطلبي من أهلك أن يتثبتوا وأن يتبينوا، وعلى الشاب أيضا أن يواصل إصراره في المطالبة بك، ويأتي بأصحاب الوجاهات ممن يعرفون والده ويعرفون حقيقة أمره، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجمع بينكما في الخير.
لكن حتى يحصل هذا ليس من المصلحة أن تستمر العلاقة، ومن المهم أن يبقى هذا الإصرار والرغبة في إكمال المشوار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين والده على تجاوز هذه الصعاب، وأن يعين أهلك على فهم الموضوع.
والإنسان إذا نظر في هذه الطريقة فإنه قد يصعب عليه أن يجد رجلا ليس عنده مشكلة، ولا عند والده، ولا عند إخوانه، ولا عند أهله، وفي القرآن: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، علما بأن والده قد يكون بريئا ومظلوما كما أشار، وفي كل الأحوال: الذي يهمنا هو دين الشاب وأخلاقه وقدرته على استئناف حياته.
وإذا كنتما -ولله الحمد- على تفوق وخير، فإن حياتكما ستكون صفحة جديدة، ونتمنى أن تجدي من أهلك من الأعمام والأخوال والخالات والعمات من يناصر قضيتك ويتفهم هذا الموضوع.
كما أرجو أن يكون هناك تقارب بين الأسرتين، وعلى محارمك أن يتعرفوا على الذي يحدث بالنسبة لوالده، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
نحن لا نؤيد الابتعاد السريع لأجل هذا السبب، وكذلك لا نوافق على استمرار التواصل دون أن يكون هناك أمل في إكمال العلاقة؛ لأن هذا التواصل قد يحدث معه مزيد من التعلق، ثم بعد ذلك إذا تعثرت الأمور كان ذلك مصدر تعب للطرفين.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.