السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 23 سنة، تقدم لخطبتي أكثر من واحد، وفي الرؤية الشرعية يكون الظاهر هو القبول من الطرف الآخر، ولكنهم يردون بالرفض، حتى إن خاطبا جلس معي في الرؤية وقتا طويلا، وعندما حان وقت صلاة المغرب نزل للصلاة ثم استأذن أبي للجلوس معي مرة أخرى، ثم عندما حان وقت صلاة العشاء نزل للصلاة، ثم عاد واستأذن أبي للجلوس معي مرة أخرى، وكان الظاهر منه هو القبول، لأننا كنا نتفاهم في كثير من الأمور بالفعل.
كما أني حسبت أنه ارتاح لشكلي بعد أن طلب الجلوس مرات عدة، ثم انتظر أسبوعين كاملين ليرسل بعدها رده بالرفض، وهذا أثر بي كثيرا.
الآن تقدم شاب آخر ملتزم، وتوافق معي في عدة أمور، مستواه الاجتماعي أقل مني قليلا، ويسكن في مكان بعيد عن أهلي، ولكني قدمت الصلاح على هذه الأمور ووافقت، حتى إنه كان أول من قدم إجابته بالموافقة، إلا أنه وأهله عند وقت الاتفاق مع أبي على المهر وغيره، لم يتفقوا رغم أن أبي لم يثقل عليهم، والاتفاق كان بناء على مهر قريناتي.
مرت أيام وأهله يتصلون، وأهلي يتصلون ليصلحوا، ثم وصلوا لحل وسط، ورد الخاطب أنه سيستخير، ومرت أيام بدون رد.
رغم أني خلال هذه الأيام لم أشعر بالارتياح أبدا، إلا أني أخذت بالأسباب ولزمت صلاة الاستخارة، والآن هل ننتظرهم أم أن تعسر الأمور إشارة لرفضهم، وهل ما يحدث معي طبيعي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو عدم الحزن على شاب طرق الباب ثم انصرف، فإن الانصراف وتغيير الرأي من حق الطرفين، والمصلحة دائما تكون في هذا التغيير الذي يحدث مبكرا، رغم أننا نكره، ونتألم، ونتأثر، إلا إن هذا من دلائل الخير، لأن المصيبة هي أن يتورط ويمضي ويتزوج، وقد ينجب طفلا، ثم بعد ذلك ترفضه أو يرفضها، أما عندما يأتي الرفض مبكرا، فهذا ينبغي أن ننظر فيه من الجانب الإيجابي.
لذلك لا تحزني طويلا أمام الذي ذهب، ولا تتوقفي طويلا أمام هذا المتردد، فإن جاء الله به فبها ونعمت، وإلا فثقي أن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وسيأتيك ما قدر الله لك من الخير، في الوقت الذي أراده الله -تبارك وتعالى- وقدره، والإنسان قد يكره الشيء، لكن يكون فيه الخير: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
لعل الأسباب واضحة بالنسبة للأول، فربما الرفض كان من أهله، وهي في هذه الحالة نعمة، لأنك لا تستفيدين من إنسان لا يملك قراره، وبالنسبة للثاني واضح أن المستوى الاجتماعي الأقل ربما ثقل عليهم المال، وعلى كل حال فالكرة الآن كما يقال في ملعبهم، ولكن حتى لو كان الرفض بغير أسباب ظاهرة، أرجو أن لا تقفي طويلا.
نحن نشعر من هذه الاستشارة، ومن هذا الهدوء، من طريقة أهلك في إتاحة الفرصة للخاطب بطريقة كاملة، أن يتكلم معك، وتتكلمي معه دليل على أنك ستصلين إلى خير، ونسأل الله أن يعينك على الخير، كما أن مجيء المتدينين إليك يدل على أنك على خير، فاثبتي وتوكلي على الله، فاستعيني به.
اعلمي أنه لكل أجل كتاب، ولذلك هذا الذي يحدث يبدو أن أسبابه إلى الآن لا تبدو فيها كثير من الغرابة، وعلى كل حال ندعوك أيضا إلى أن تكثري من الدعاء، وأن تحافظي على أذكار الصباح والمساء، وتجتهدي في قراءة القرآن، وقراءة آيات الرقية الشرعية، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.
والله الموفق.