السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعمل في مكان، ونحن أكثر من شخص في المكان، وفي وقت الصلاة صاحب العمل -أو المدير- يقسمنا إلى نصف العدد لنذهب للصلاة، والنصف الآخر ينتظر، وأحيانا؛ لأني أكثر خبرة في العمل أقف وحدي وأصلى وحدي منفردا، بالإضافة لذلك صاحب العمل يقول: لا تصل السنة والتزم بالفرض فقط!
بالإضافة إلى ذلك: لو كان دوري في الذهاب إلى الصلاة، وأريد الذهاب إلى المسجد حينما يؤذن المؤذن، وأذهب للوضوء من أجل اللحاق بالصف الأول، فيقول المدير: لا تذهب إلى الصلاة حتى يقيم المؤذن الصلاة، فما حكم ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق والإعانة والتسديد، ونشكر لك حرصك على أداء ما فرض الله تعالى عليك، والاستزادة من النوافل، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ونسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
ونقول: بشأن الجمع بين عملك وبين صلاتك، إنك ما دمت تعمل موظفا في عمل، وتعاقدت بعقد عمل؛ فإن الواجب عليك أن تفي بهذا العقد؛ لأن الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}، فيجب عليك الالتزام بعقد العمل الذي عقدته مع رب العمل، فالساعات التي هي ساعات العمل يجب عليك أن تمكن رب العمل من نفسك؛ بحيث يستعملك فيما تعاقدت عليه، ولا يستثنى من هذه الساعات إلا الفرائض، فإن الفرائض مستثناه بحكم الشرع، وإذا كنت شرطت وقت العقد استثناء النوافل ونحو ذلك؛ فلك ما شرطت، فـ (المسلمون على شروطهم) كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبهذا تعلم أن رب العمل من حقه أن يمنعك عن ما زاد من الفرائض؛ لأنك في هذا الوقت مشغول بحق هذا الشخص الذي تعاقدت معه، وتتقاضى منه أجرا.
وإذا فاتك شيء من النوافل التي كنت تصليها، فيمكنك أن تقضيها في وقت فراغك، فقد قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما فاته من النوافل، وهذا ورد في أحاديث كثيرة.
وأما بشأن صلاة الجماعة، فحاول أن تقنع رب العمل بأن تكون القسمة بينك وبين زملائك، بحيث يذهب فريق، ويبقى فريق آخر يمكنه أن يصلي جماعة، سواء صليتم الجماعة الثانية في مقر عملكم، أو في المسجد إذا كان قريبا منكم، أو برضى رب العمل.
ولو قدر أن الجماعة فاتتك بسبب التزامك بالعمل، فإنه لا حرج عليك في ذلك، فأنت معذور.
واعلم أن الله سبحانه وتعالى من رحمته بنا أنه يأجرنا بالعزم الصادق والنية الصادقة، فمتى نوى الإنسان عملا وعزم عليه، ثم لم يتيسر له ذلك العمل الصالح، فإن الله تعالى يأجره عليه كأنه قد عمله، وهذا قد ورد فيه أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله صلى الله عليه وسلم-.
فكن مطمئنا أن الله سبحانه وتعالى سيثيبك، ويبلغك ما تتمناه من الأجر، ففي الحديث: "لكل امرئ ما نوى".
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.