السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أبي دائما يتعامل مع وكأنني صغير وأنا الآن في ال18 من العمر، ولكنه لا يتعامل بمستوى السن وإنما يفرض علي قواعد وكأنني في ال11 من العمر، ويمنعني من الخروج مع أصدقائي فما الحل معه؟
وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أبي دائما يتعامل مع وكأنني صغير وأنا الآن في ال18 من العمر، ولكنه لا يتعامل بمستوى السن وإنما يفرض علي قواعد وكأنني في ال11 من العمر، ويمنعني من الخروج مع أصدقائي فما الحل معه؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمود مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على بر والدك، وأن يلهمك الرشاد والسداد.
وإننا لا نوافق الوالد في طريقة التعامل معك، لكننا نذكرك بأنه يفعل ذلك حرصا على مصلحتك وخوفا عليك، فانظر إلى مقصده قبل أن تتألم لفعله، والتمس له الأعذار وأثبت له بأنك رجل من الكبار، وذلك بحسن تصرفك وبحرصك على الهدوء والوقار، ولا تصاحب إلا الأتقياء الأخيار، وشاور والدك عند اتخاذك للقرار، واجعل خروجك إلى مواطن الأخيار.
ونحن نقترح عليك الاقتراب من والدك وزيادة البر له، ثم محاورته بهدوء، ومشاركته في أعباء الحياة، كما نتمنى أن تكون صداقتك للأخيار، وأن تواظب على صلاتك والأذكار، وأن تطلب من والدتك مساعدتك على إقناعه بأنك أصبحت في مستوى الثقة والمسئولية، مع ضرورة أن يشعرك أنك تقدر مشاعره وحرصه عليك.
وليت الآباء علموا أن الأب الناجح هو الذي يلاعب ابنه سبعا ويؤدبه سبعا ويصحبه سبعا، ثم يمنحه ثقته ويقدمه لأمته، فلا تجعل بينك وبين والدك الحواجز، واجتهد في أداء ما عليك، ولا تبتعد كثيرا عن البيت، ولا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا الأتقياء، ولا مانع من أن تقول لوالدك: من تريد أن أصادق؟ وما هي مواصفات الصديق الذي ترضاه لأولادك؟
ولا شك أن صداقات اليوم بين الشباب لا تبعث على الطمأنينة، ومن حق الآباء أن يخافوا على أبنائهم، فلا تكن مصدر قلق لأهلك، ولا تصاحب إلا الأخيار، كما قال عمر رضي الله عنه: (واحذر صديقك الأمين، ولا أمين إلا من خاف الله) ولا تمش مع من هو أكبر منك سنا، واقترب ممن يحافظ على الصلاة ويتأدب بآداب الإسلام، ويبتعد عن السباب والآثام، ويقدم طاعة والديه ويحترم العلماء والأخيار، ويذكر ربه في الليل والنهار.
وفي الختام نوصيك بتقوى الله، والحرص على طاعته، مع الصبر على الوالد والاجتهاد في بره، فإنه أكبر الناس عليك حقا بعد الله، ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك للخير على الدوام.
والله الموفق.