صبر الزوجة على ظلم زوجها الذي طلقها دون جريرة أتتها

0 398

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، تزوجت ابن خالتي بعد التخرج من الجامعة مباشرة واستمر الزواج لمدة ثلاثة أشهر، ولكن خالتي وابنتها كانتا تكرهانني جدا؛ لأنني متعلمة! مع أنني أقسم بالله أني لم أتعال عليهم يوما، وبعدها أصبحتا تسببان لي المشاكل، وبعدها وإذا بزوجي يقول لي: أمي لا تريدك اذهبي إلى أهلك، وزوجي محكوم بأمه وأخته ومع ذلك صبرت؛ لأنني لا أريد أن أصبح مطلقة، ولكنه طردني وأنا أترجاه وأتوسل إليه، وهو يحبني لكن أمه (حسبي الله ونعم الوكيل)!

خرج زوجي من البيت ولم يعد لمدة يوم، وإذا بأخي يأتي إلى البيت ويقول أن زوجك بعث لنا أناسا لأنه لا يريدك ويريد أن يطلقك! وبالفعل تركت البيت وبعدها أخذني أخي لمنزل والدي، وإذا به يتهرب من طلاقي وإذا بها خدعة من أمه كي تخرجني من بيتي!

وبقيت معلقة لمدة عشرة شهور دون أن يرسل لي أحدا، وأخيرا طلقني بعد كل هذا الصبر! أنا الآن مجروحة جدا ومر على طلاقي شهر واحد، لا أستطيع النوم لأنه لو كان السبب من زوجي - أنه لا يريدني – لاقتنعت، لكن خالتي هي التي طلقتني، وتبث عني إشاعات كلها كاذبة!

أنا لم أكذب في قصتي، أقسم بالله! فماذا أفعل وقد تركني هكذا مطلقة؟! هل هذا جزائي أنني لم أفعل شيئا؟ أريد منكم شيئا يصبرني على ما أنا فيه، فهو الآن يريد أن يتزوج وأنا الآن مطلقة، ومن يأخذ مطلقة؟ ولو تزوجت فهل ينسى زوجي أني كنت متزوجة غيره؟ وكيف تكون حياتي معه؟ أنا خجولة جدا، ولا أتصور أني سأتزوج بغير زوجي، وشكرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكل شيء بقضاء وقدر، وعجبا لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنة، إن أصابتها سراء شكرت ربها فكان خيرا لها أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيرا لها، ومرحبا في موقعك وبين آبائك والإخوان.

وأرجو أن تسعدي بما قدره العزيز الحكيم الرحمن، ولا تحزني على رجل لا يملك قراره ولا يقدم ولا يؤخر، واحمدي الله الذي أخرجك من بيت فيه مضايقات، واحمدي الله أنك لم تنجبي منه أولادا.

ولا تهتمي بكلام خالتك، فإن الله سبحانه يسمع ويرى، ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون))[الشعراء:227]، وسوف ترى خالتك وابنتها في حياتهما نفس المعاناة، فإن الجزاء من جنس العمل، ولا تذكري عنهم إلا الخير، وتوجهي إلى من بيده الخير، ولا داعي للانزعاج، فأنت لا زلت صغيرة، ونسأل الله أن يرزقك زوجا صالحا ينسيك أيام المعاناة، واعلمي أن سعادة المؤمنة في طاعتها لله وفي رضاها بقضائه وقدره، ولأنك متعلمة فكوني الأعقل وحافظي على صلة الرحم لتنالي الأجر والثواب من الله.

وأرجو أن يأخذ الموضوع حجمه الطبيعي، فنامي قريرة العين، واعلمي أنه لا يحدث في كون الله إلا ما أراده، وتذكري أن الخير يأتي أحيانا في صورة الشر: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216] فأشغلي نفسك بالمفيد، وأكثري من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) ولن تضيع فتاة تردد: (حسبي الله ونعم الوكيل) وأكثري من الاستغفار ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، وواظبي على ذكر الواحد القهار، فإن ذلك يذهب الهموم والأكدار.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات