مشكلة ضعف التركيز وكثرة النسيان

0 405

السؤال

لا أستطيع أن أجد عنوانا لمشكلتي، أنا سيدة يشهد الجميع أنني أتميز بالذكاء الاجتماعي وحسن التصرف والديبلوماسية، إلا أني أعاني من ضعف في التركيز، وسرعة النسيان، أضع الأشياء في مكان ما وأنسى أين وضعتها.

أدرس الدكتوراه وفي إحدى المحاضرات اختبرنا الدكتور بذاكرتنا القصيرة المدى، وذلك من خلال ذكر عدد من الأرقام، وفوجئت إن الجميع استطاع أن يتذكروا الأرقام التي رددها الدكتور ما عدا أنا، فعندما طلب مني الدكتور أن أردد مجموعة من الأرقام إلا أني لم أستطع أن أتذكرها كما تذكرها الجميع.

والحقيقة أن الدكتور تفاجأ مني، حيث يعتبرني من الطلاب المتفوقين، وكذلك مع الدراسة كثيرا ما أعجب بعناوين كتب رائعة وبنفس الوقت أمل بسرعة من قراءتها، الكثير يقول لي: لو أني أدرس بشكل صحيح أصبح من المبدعين، وهذا ما أشاد أساتذتي به لي.

أخبرني أخي الكريم ما هي مشكلتي بالضبط؟ وكيف لي أن أقوم على حلها؟ هل العين والحسد لها دور في ذلك؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرى أن مشكلتك والحمد لله بسيطة جدا، ضعف التركيز وكثرة النسيان يأتي دائما من القلق، فالإنسان قد يكون قلقا لأمور واضحة، أو قد يكون هذا القلق قلقا داخليا مقنعا، ويظهر في شكل ضعف في التركيز ونسيان، وفي بعض الحالات قد يكون الإنسان مشتت الذهن أو أنه يفكر في أشياء كثيرة في ذات الوقت مما يجعله غير مركز.

الاختبار الذي قام به الدكتور هو من الاختبارات البسيطة المعروفة، ولكن الفشل فيه لمرة واحدة لا يعني الكثير، فكثير من العباقرة لا يستطيعون أن يتذكروا هذه الأرقام في بعض المرات، وهنالك اختبارات أخرى بسيطة ومشابهة.

أرى من الطريقة والسرد الجميل في رسالتك أنك لا تعانين من أي ضعف عضوي حقيقي في الذاكرة، فكما ذكرت لك هو مجرد قلق.

الشيء المهم بالنسبة لك هو إجراء تمارين الاسترخاء، هنالك الكثير من الكتيبات والأشرطة في المكتبات التي توضح إجراء هذه التمارين، وهي قائمة على تمارين التنفس وتمارين استرخاء العضلات، وتتطلب أيضا التأمل.

ثانيا: عليك أيضا بممارسة أي نوع من الرياضة، خاصة رياضة المشي إن أمكن ذلك.

ثالثا: علمي نفسك أن تفكري في أمر واحد في وقت واحد، أعرف أن ذلك قد يكون صعبا، ولكن الإنسان يمكن أن يمرن نفسه، بمعنى ألا أفكر في الماضي والمستقبل وأنا الآن أعيش الحاضر أو أفكر في الحاضر، أي: أحصر نفسي في فكرة واحدة وأمر واحد.

رابعا: عليك بتناول الأدوية المضادة للقلق، وهي أدوية طيبة وبسيطة وفعالة، هنالك دواء يعرف باسم فلونكسول، أرى أنه سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، وجرعته هي حبة واحدة – نصف مليجرام قوتها – خذي حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي هذه الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

أرجو – أيتها الأخت الفاضلة – أيضا أن تنظمي وقتك، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، عليك أن تأخذي القسط الكافي من الراحة، هذا ضروري جدا، وثبتي وقت نومك، واستفيدي من الدراسة في أوقات يكون الإنسان في الأصل فيها أكثر استراحة وتركيزا، كأوقات الصباح مثلا بعد صلاة الفجر أو ما بعد القيلولة، هذه -إن شاء الله- أمور تساعدك في تحسين التركيز.

يمكنك أيضا القراءة بصوت مرتفع في بعض الأحيان، هذا أمر جيد أيضا.

يقال أيضا أن تناول الحليب الدافئ ليلا يساعد في تحسين التركيز.

أرجو أيضا أن تتذكري هدفك النبيل - وهو الحصول على الدكتوراه – فهذا إن شاء الله يدفع الطاقات الإيجابية في داخل نفسك ويساعد أيضا في التركيز.

وأسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح، وبالله والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات