غضب الزوج وعصبيته الزائدة على الزوجة وكيفية تجاوز ذلك

0 415

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 26 سنة، تزوجت ومكثت مع زوجتي شهرا ونصف ثم سافرت إلى دولة عربية من أجل الكسب الحلال، ورزقني الله في السنة الأولى بطفلة أحببتها كثيرا، ورجعت من السنة الأولى لأمكث مع زوجتي شهرين آخرين ثم السفر مرة أخرى.

سبب المشكلة أنني عصبي جدا، وأغضب كثيرا، وأنا أعلم أن زوجتي احتملتني كثيرا وجزاها الله خيرا، وكانت حريصة كل مرة على ألا يحدث بيننا أي بعد عاطفي، ولكن أظنها تغيرت في معاملتها وأنا أحبها كثيرا وأحب الحياة معها، وأريد أن أحافظ عليها وعلى حياتي معها.

أنا شاب ملتزم والحمد لله وهي أيضا، لا أعرف إن كان سبب هذا الغضب أني أخاف عليها كثيرا، وخصوصا أنها كانت مخطوبة لشاب قبلي، وقد سبب لنا بعض المشاكل في فترة خطبتنا إذ حاول التهجم عليها داخل المنزل في عدم وجود أهلها، إذ أنه دخل البيت بطريقة فيها تحايل ولكن ربنا سلمها من كل سوء.

وزوجتي لم تخبئ علي أي شيء من هذا، وكانت صريحة معي، وقالت لي كل شيء، ولكن بعد أن تزوجنا واختفى هذا الشخص أصبحت كثير الانفعال، ولدي اضطرابات نفسية بسبب ذلك الحادث، وهي لا تعلم أن ما بي من غضب بسبب هذا الموضوع، وأنا أخشى أن أخسر زوجتي التي لم أر منها -وبكل صراحة- شرا أو شيئا يعاب عليها منذ تزوجنا والحمد لله.

ولكن كيف أتخلص من سلوكي هذا؟ وكيف السبيل إلى أن أكون إنسانا سويا؟ وهل يجب أن أمكث فترة أكبر من ذلك مع زوجتي كي يفهم كل منا الآخر بشكل أكبر ولا يحدث بيننا ما يعكر صفو الحياة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعوذ بالله من الشيطان، وعامل زوجتك بالإحسان، واشكرها على صبرها واحتمالها للمكدرات والأحزان، وهكذا تكون العاقلة من النسوان، وقد أسعدني اعترافك بفضل زوجتك وطهرها، والإنسان لا يترك قناعته من أجل الأوهام، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان.

ونحن نتمنى عدم ذكر مثل تلك المواقف حتى لو طلب الشريك بإصرار؛ لأن الشيطان له مداخل، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وأن يغرس شجرة العداوة والبغضاء بين الأزواج والإخوان، وأن يشعل نيران الشكوك في قلوب بني الإنسان، فاتق الله في نفسك وأحسن الظن في زوجتك وراقب من لا يغفل ولا ينام.

وإذا كان هذا الشخص قد اختفى بعد زواجك ففيم الظنون والأوهام؟ وأرجو أن تشغل نفسك بالخير والطاعة قبل أن تشغلك بالوساوس والهذيان، وأكثر من ذكر الرحمن وتلاوة القرآن، حتى يزداد في قلبك الإيمان.

ولا يخفى على أمثالك أن الغيرة المحمودة هي ما كانت في الريبة، وأن الغيرة المذمومة هي ما كانت في غير ريبة، وإياك وسوء الظن في أهلك، ولا تتبع العورات فترمي زوجتك بالسوء من لأجل ذلك، وحبذا لو أعطيت أهلك مزيدا من الوقت والاهتمام حتى يحصل التفاهم وتتعمق معاني الاحترام.

وإذا شعرت بالغضب فتعوذ بالله من الشيطان، واحفظ يديك واللسان، واترك المكان، وغير هيئتك واذكر الرحمن، وتوضأ وصل لربك الرحيم المنان، وردد على مسامع زوجتك مقولة أبي الدرداء لزوجته ليلة بنائه بها: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك، وإلا لم نصطحب).

واعلم أن أفضل علاج للضيق والغم والحزن هو ذكر الله وتلاوة كتابه، فعليك بتقوى الله والبعد عن معاصيه فإن للمعاصي شؤمها وآثارها المدمرة.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات