السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة أكملت المرحلة الثانوية وأريد أن أدخل إلى الكلية (كلية الطب البشري) ولكن تعترضني مشكلة أن الكلية وجميع الكليات في دولتنا فيها اختلاط وليس في الإمكان لبس الخمار ولا القفازات.
مع العلم أنني ليس لي القدرة على السفر إلى دولة أخرى كالسعودية مثلا لأحظى بدراسة كما فرض علينا ديننا الحنيف، مع العلم أنني أحفظ نصف القرآن، فهل أتخلى عن حلمي في أن أصبح طبيبة أم أكمل دراستي؟
مع العلم أن أمي وأبي غير موافقين وبشدة على فكرة عدم إكمال دراستي أو حتى تغيير مجالي إلى مجال آخر.
أرجو منكم أن تفيدوني برأيكم قبل فوات الوقت لأن الكليات قاربت على فتح أبواب التسجيل والله المستعان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لمن حفظت نصف القرآن، وترغب في الابتعاد عن مواطن الاختلاط والشيطان، ومرحبا بك بين الآباء والإخوان، وشكرا لك على سؤالك، والله هو المستعان.
ولا شك أن وجود النساء مع الرجال يفسد الدنيا والدين، وهذا ما وصل إليه حتى عقلاء الكافرين، وطفقوا يفصلون البنات عن البنين، وقد بلغت الجامعات الأمريكية التي تمنع الاختلاط أكثر من ثمانين جامعة، فإنه إذا وجدت المرأة إلى جوار الرجل كان الشيطان هو الثالث، وتزين كل منهما للآخر، وقد أسسوا تلك الجامعات صيانة لحضارتهم التي أصبح الشباب لا يؤتمن عليها، فكيف نفرط نحن في ديننا وشريعة ربنا، ونسأل الله أن يردنا إلى صوابنا وأن يأخذ بأيدينا.
ولا أظن أن الحاجة ملحة في هذا الأمر، فلا تسلكي طريق الظلم والظلمات، واجتهدي في إقناع الآباء والأمهات، وأكملي حفظك لكتاب الله، وانفعي بذلك نفسك والمسلمات، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يبعدك عن مواطن الشبهات، ونسأل الله أن يهيئ الفرص المناسبة للصالحات، وأن يكشف عن أمة نبيه الكربات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والتمسك بدينه، واعلمي أن السلامة لا يعدلها شيء، وأشغلي نفسك بذكر الله وتلاوة كتابه، واعلمي أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
وبالله التوفيق والسداد.