السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أما بعد أريد أن أستشير حضرتكم في أمر ضروري ومستعجل يتعلق بأختي الكبرى وابنها الوحيد، حيث يبلغ من العمر13سنة، فأرجو أن توفوني بنصائحكم في أقرب وقت ممكن إذ أن أختي الكبرى مطلقة وهي تعيش معنا مدة تفوق أربع عشرة سنة، وابنها الذي يعتبر أخانا وليس ابن أختنا، بحكم أن أمي أرضعته فهو لا ينقصه شيء.
وحتى لا أطيل عليكم فالمشكلة هي أن ابن أختي يأخذ من مال أبي ومن مال أختي التي تعمل بالجامعة، وأحيانا من مال بعض أخواتي الموجود في درجهن أو محافظهن دون علم أحد، الشيء المدهش هو أننا لم نلاحظ أي شيء يمكن أن يشتريه بذلك المال، بالإضافة أنه لا يعمل بأقوال أمه ولا بأقوال أمي.
زد على ذلك أننا لو صارحناه بأنه أخذ المال أو أنه قام بتفتيش المحافظ يغضب كثيرا، وأحيانا يبكي ويتلفظ بكلمات تخيفنا كثيرا، مثل أنتم لا تحبونني، سأخرج ليلا من البيت ولن أعود، سأقتل من يتهمني بالسرقة... الخ.
وأحيطكم علما أنه يحب الألعاب خاصة الالكترونية، وأيضا الرياضات القتالية، وفي بعض الأحيان يريد حمل السكين، وأضيف لكم أن والده لا يراه تقريبا إلا في الأعياد أو الدخول المدرسي فيعطيه أحيانا النقود، ولم يشتر له الملابس غير ثلاث مرات أو أربع فقط.
وأحيانا يقول لأمه: أنت لا تحبينني، ووالدي لا أعتبره أبي، وأمام هذا كله أحيانا نشفق عليه، وأحيانا لا نفهمه، وبالتالي يصعب التعامل معه، فإذا ضربناه أو صرخنا في وجهه نخاف عليه، وإذا تركناه على هواه نخاف عليه فما هو الحل؟
أفيدونا يرحمكم الله وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ولدكم، وأن يهديه صراطه المستقيم، وأن يعينكم على تربيته تربية صالحة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو منها أنكم أسرفتم في تدليل هذا الولد حتى أفسدتم عليه فطرته وحولتموه إلى شخص مجرم وأنتم لا تشعرون، ولذلك لابد لكم من تغيير طريقتكم أنتم في التعامل معه؛ لأنه لن يتغير بسهولة، فأموال الأسرة يجب أن تضعوها في مكان يصعب عليه الوصول إليها، ولا تعطونه مصاريف أكثر من حاجته، كذلك لا تلتفتوا إلى تهديداته لأنها مجرد كلام لا حقيقة له، ولا تنخدعوا بدموعه وبكائه أو كلامه الذي أصبح وسيلة سهلة للتأثير عليكم وأصبح هو يعرف ذلك جيدا ويعرف كيف يضحك عليكم ويؤثر على عواطفكم.
عاملوه بحزم إذا أخطأ بدون ضرب أو إهانة، وإنما أشعروه بخطئه وأنكم تحبونه، ولكن لا تحبون هذه التصرفات لأنها خطأ وحرام لا تليق بمثله، ولا مانع من مواجهته بهذه التصرفات على أن يكون ذلك من شخص يحبه ويثق به، وأن يكون على انفراد حتى لا يشعره بافتضاح أمره فيتمادى أكثر وأكثر، وحاولوا مع ذلك كله إلحاقه بأي عمل أو مدرسة، وشغله قدر الاستطاعة بأي شيء مفيد وهادف، وبينوا له أثر هذه التصرفات على حياته، وكذلك فضل الأمانة والصدق والإخلاص وحاولوا ربطه بأي بيئة أو صحبة صالحة يقضي معها معظم أوقات فراغه، ويا حبذا لو توجه لحفظ القرآن أو تعلم أي حرفة مفيدة.
وأكرر لا تنزعجوا من كلامه ولا تهديداته ولا تقيموا لها وزنا فهو لن ينفذ شيئا منها غالبا، ولكن لا تقولوا له ذلك وإنما ناقشوه دائما وأظهروا له خطأ فكرته وكلامه، وأنه لا ينبغي لمثله أن يقول هذه الكلام، ولتحرص أمه وجميع أفراد أسرته بإشعاره أنه محبوب ويضمونه إلى صدورهم لإعطائه شحنة العاطفة والحنان، مع عدم التنازل عن المبادئ أو التساهل معه إذا أخطأ، وعليكم بالدعاء له بالصلاح والإصلاح، واعلموا أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وبالله التوفيق والسداد.