السؤال
الأساتذة الأجلاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعاني من النسيان والاضطراب، وعدم التركيز في الأمور الحياتية اليومية، مثل أن أضع شيئا ولا أدري أين وضعته ولو بعد دقائق قليلة، وأعاني من الانزعاج، وعدم الراحة، ومثل هذه الأشياء المتكررة تربكني، وأحس أن حياتي غير مرتبة، وأن هناك خلل ما؛ مما يجعلني عصبيا جدا أحيانا، وأضرب أولادي، وأفقد السيطرة على نفسي، مع أنني رجل ملتزم وأصلي، فهل النسيان يعتبر مرضا نفسيا أم ما هي حالتي، وما هو دوائي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا النسيان وعدم التركيز والعصبية والتوتر، هي في الواقع كلها مرتبطة بشيء واحد وهو القلق النفسي، القلق النفسي يشتت التركيز ويؤدي إلى سرعة الغضب والانفعال والاندفاع في الأمور التي ربما لا تتطلب الاندفاع فيها بشدة، وفي عمرك لابد أيضا أن نفكر في الاكتئاب النفسي، حيث أن بدايات الاكتئاب ربما تظهر في شكل عصبية وتوتر وعدم قدرة على التركيز.
الذي أراه -يا أخي- أن حالتك -إن شاء الله- يمكن أن تعالج، وهي بسيطة جدا، وعليك يا أخي أولا اتباع الآتي:
عليك أن تقوم بممارسة أي نوع من الرياضة تناسب عمرك وظروفك، وأعتقد أن المشي سوف يكون هو أفضلها، ويجب ألا يقل المشي يوميا عن أربعين دقيقة، يمكن أن تبدأ بالتدرج – أي بمسافات قصيرة – ثم بعد ذلك ترفع المعدل، فالرياضة تمتص طاقات الغضب والتوتر، وهي تحسن من الدورة الدموية ومن دورة الهرمونات والمركبات الكيميائية في الجسم؛ مما يؤدي إلى الراحة النفسية وامتصاص الغضب والعصبية وزوالها إن شاء الله.
عليك -يا أخي- أن تنظم وقتك، خاصة أوقات النوم، ركز على النوم المسائي، ولابد أن يكون في وقت ثابت، هذا أيضا إن شاء الله من الوسائل الطيبة جدا.
عليك -يا أخي- أيضا أن تتناول أحد الأدوية التي أراها -إن شاء الله- سوف تساعدك كثيرا في إزالة هذا الغضب وهذا التوتر وسوء التركيز، الدواء من الأدوية البسيطة ويعرف باسم موتيفال، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم توقف عنها.
إن شاء الله أن الدواء واتباع الإرشادات السابقة سوف تجعلك أكثر استقرارا وتركيزا وأقل انفعالا وعصبية، وهذا هو الذي أراه، وإن شاء الله نحن الآن في الموسم الطيب في موسم الخيرات، علينا أن نراجع أنفسنا خاصة في موضوع الغضب وسرعة الغضب، ويا حبذا إذا أصيب الإنسان بالغضب أن يتبع ما ورد في السنة المطهرة، وهي أن يغير الإنسان مكانه، أن يتوضأ، أن يصلي ركعتين، أن يستغفر الله العظيم، أن يستعيذ بالله من الشيطان، هي كلها أمور مجربة ومفيدة جدا.
أسأل الله لك التوفيق، وكل عام وأنتم بخير، وبالله التوفيق.