السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة كانت تلهيني الدنيا بمشاغلها ولم أكن أصلي أو أقوم بواجباتي أمام ربي، وأنا اليوم آسفة على ما فاتني من عمري دون أن أتقرب إلى الله، وإني والحمد لله أصلي وأستغفر الله، فكيف أعرف أن الله قد غفر لي ذنوبي السابقة؛ لأنني قلقة جدا بشأن هذا الموضوع!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ورد الشام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن محافظتك اليوم على الصلوات واستغفارك لرب الأرض والسماوات من أهم دلائل القبول والمكرمات، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات وأن الحسنات آخذة برقاب بعضها وكذلك السيئات، وأن من علامة قبول الحسنة الحسنة التي بعدها، فتمسكي بما أنت عليه من الخير وتعوذي بالله من شيطان أحزنته توبتك وأبكته سجدتك وآلمه استغفارك، ولا تلتفتي لوساوسه واحرصي على مخالفته، واعلمي أن الإخلاص في التوبة والصدق في الرجوع والأوبة يبدل السيئات القديمة بالحسنات، وهذا ما جاءت به الآيات، حيث قال رب الأرض والسموات: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ))[الفرقان:70].
وإذا ذكرك الشيطان بالماضي فجددي التوبة حتى تطول حسرات هذا العدو، وسوف يتوقف عن وساوسه حتى لا تنالي مزيدا من الأجر والثواب، فكوني مع الله واعلمي أنه التواب، واطلبي منه الخير والثبات والإيمان؛ فإنه الوهاب.
وأرجو أن تعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، ولا داعي للقلق، وتعوذي برب الفلق، واطردي بذكر الله القلق.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله الذي خلقنا من علق، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله لنا ولك الثبات والسداد.
وفقك الله لكل خير، وكل عام وأنتم بخير!