السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تأتيني أحيانا فترة أحس فيها برغبة في الزواج، ولكني أحس بأني لو تمنيت هذا لكان فيه انتقاص لي، لا أدري لماذا؟ بمعنى آخر: هل من تتمنى أو ترغب بالزواج فإن أحد جوانب حياتها غير مكتمل، وخصوصا في هذا العمر الذي يحب أن تركز فيه الفتاة على دراستها؟ مع العلم أني مركزة على دراستي، وأحاول بناء ذاتي بالاشتراك في أنشطة لملء فراغي، ولذلك أستغرب هذا الأمر الذي حدث لي، ومع أني ملأت جوانب حياتي إلا أن هذا التفكير يراودني أحيانا وليس دائما.
وهل ما أنا فيه ناتج من نقص العاطفة؟ أي أن أهلي لا يزودوني بالعاطفة اللازمة. مع العلم بأنني مررت بتجربة علاقة من قبل وكانت طويلة وتبت إلى الله. فهل هي السبب؟
أرجو إفادتي: هل ما يحدث لي طبيعيا أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الرغبة في الزواج دليل على نقاء الفطرة وكمال الخلقة، وللنساء خلق الرجال، وللرجال خلق الله النساء، ونسأل الله أن يرزقك الإيمان والنقاء، وأن يبعد عنك أهل السوء والفحشاء، ومرحبا بك في موقعك بين الإخوان والآباء.
وليس في من تطلب الحلال، وتتمنى صاحب الدين وكريم الخصال نقص أو خيال، ولكن السوء والخلل في الارتماء في أحضان قرينات السوء وأصحاب الزلل، وأرجو أن تقتربي من والدتك وخالتك، والصالحات من صديقاتك، وتعوذي بالله من الشيطان، واحمدي الله الذي جعلك في بيئة عامرة بالخيرين والفاضلات، وعليك بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وحافظي على حجابك وحيائك ووقارك، فإن الفتاة لا تملك بعد إيمانها أغلى من حيائها، وكوني حاضرة في مراكز القرآن والعلم الشرعي، فإن تلك المجالس هي ملتقى الصالحات، ولكل واحدة منهن ابن أو أخ يبحث عن أمثالك الطاهرات، واهتمي بدراستك، ونمي مهاراتك وهواياتك، واشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالشر، وابتعدي عن قنوات الشر ومجلات الفحش فإنهن سبب للإثارة والضياع وهن سراب في سراب.
وأرجو أن لا تكرري التجربة وابتعدي عن الذئاب، واعلمي أنك مثل الثوب الأبيض الذي لا يحتمل الأوساخ، وجددي توبتك، وأكثري من الاستغفار، واعلمي أن العلاقات المحرمة قد تحرم الفتاة من الزواج إلى الأبد، وهي بلا شك سبب للشقاء إلا إذا تابت الفتاة وحسنت توبتها، فإنها تورث الشكوك والظنون، ونحن ننصحك بتقوى الله وبطي تلك الصفحة السوداء، والاجتهاد في نسيان كل ما يذكرك بها، واحمدي الله الذي خلصك من السوء وأهله، وأرجو أن تعمري قلبك بالإيمان، وحب الرحيم الرحمن، واشغلي لسانك بذكر الله المنان، ومرحبا بك في كل حين وأوان.
وبالله التوفيق.