السؤال
السلام عليكم.
أبي لديه تجارة في أعمال مشروعة يريد أن أعمل معه وأتولى أحدها، ولكن توجد أخطاء في أسلوب البيع والشراء من حيث حرمتها (تجارة الذهب)، وهناك أعمال أخرى لأبي لا أجد راحتي فيها، مع العلم أن أبي لا يصلي ولا يزكي ولا يضحي حتى، فماذا أفعل؟ هل أطيعه أم لا؟
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لنا بشاب يحرص على اللقمة الحلال، ويجتهد لرضا الكبير المتعال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأقوال والأفعال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يدخلنا الجنة في صحبة أشرف الرجال، ومرحبا بك في موقعك مع آبائك وإخوانك الكرام، وشكرا لك على التواصل والسؤال.
واعلم أن المهم هو أن تكون التجارة مشروعة، وأن تتقيد فيها بأحكام الشرع، فلا غش ولا غرور ولا كذب ولا كتمان للعيوب، ولا شك أن التجارة تحتاج لأمثالك من الأمناء، وخير لك ولأبيك أن تكون إلى جواره، وذكره بالله، وأثبت أن المؤمن المصلي هو الأنجح في تجارته؛ لأنه يعامل الناس بأخلاقه وأمانته.
وذكر والدك بالصلاة والزكاة، وقدم بين يدي نصحك له ألوانا من البر، وصنوفا من الطاعات، والتزم بطاعته إلا إذا أمرك بما يغضب الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واحرص على أن تؤدي ما عليك، واستمع إلى قول الله: (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما))[لقمان:15] ثم قال: (( وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم ))[لقمان:15].
ونحن نتمنى من شبابنا الملتزم أن يعكس جمال الإسلام وسماحة الإسلام وأخلاق الإسلام، ثم ينصح بعد ذلك لأهله برفق وشفقة، خاصة إذا كان المنصوح الوالدين، وقدوتنا في ذلك الخليل عليه وعلى نبينا صلاة ربنا الجليل، وقد جاءت قصته في التنزيل، قال سبحانه عنه: (( يا أبت لا تعبد الشيطان))[مريم:44].
فتأمل هذا اللطف في الأسلوب والحكمة في الدعوة، واجتهد في التأثير على إخوانك، واقترب من والدتك، واطلب منها النصح لوالدك، واجتهد في برها والإحسان إليها، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله.
ونسأل الله لنا ولكم الصواب.