هل من الممكن أن يكون النسيان المفاجئ شيئاً نفسيا؟

0 457

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
لدي مشكلة تحدث لي بين فترة وأخرى، وهي أنني عندما أسرد قصة، في وسط السرد أنسى ما تكملة القصة، وكأن المعلومات التي في عقلي انمحت تماما، وأحيانا لا تكون القصة صعبة أو معقدة، بل مثلا كلاما عاديا، وهذا الشيء لا يحدث أمام جمهور من الناس، كي نقول ارتباكا تسبب في النسيان، بل مثلا أمام الأصدقاء المقربين، على الرغم من أنني فتاة ناجحة في دراستي، وتخصصي جيد، وأحصل على درجات ممتازة، المسألة ليست في نسبة ذكائي، بل إنني أسأل هل من الممكن أن يكون هذا النسيان المفاجئ شيئا نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س.م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم فهذا النوع من الانقطاع المفاجئ في التركيز، أو ما سميته بالنسيان المفاجئ هو ناتج من منشأ نفسي، وهو نوع من القلق النفسي، القلق ربما يؤدي إلى تشتت في التركيز وتشتت في الانتباه، هذا التشتت يكون على مستوى العقل الظاهر، أو الشعور الظاهر، أو يكون على مستوى اللاشعور، أغلب الظن أنك حين تتحدثين في موضوع معين ينقطع حبل تفكيرك؛ لأن هنالك أفكارا أخرى لا علاقة لها بالموضوع تتداخل في الأمر ربما تظهر من عقلك الباطني إلى عقلك الشعوري، وهذا يؤدي إلى هذه الحالات، وهي كما ذكرت لك نوع من القلق النفسي ربما يكون قلقا بسيطا لا يظهر على السطح.

وهنالك عدة أنواع من القلق، منها ما نسميه بالقلق المقنع، وأنت ربما تعانين من هذا الشيء، وهو في نظري أمر بسيط جدا وليس مزعجا مطلقا.

عليك أولا أن لا تراقبي أداءك، أي لا تضعي دائما في تفكيرك أن حبل أفكارك سوف ينقطع، فرض الرقابة الصارمة على الأداء أيا كان الأداء، فرض رقابة صارمة على ذلك يجعل دائما الآداء ينتج كما وكيفا، عليه أرجو أن تتعاملي مع الأمر بعفوية، وهذا سوف يساعدك إن شاء الله.

ثانيا: أرجو أن تكرري بعض المواضيع القصيرة، ثم بعد ذلك حاولي أن تسرديها مع نفسك، حاولي أن تسجليها على المسجل، ثم بعد ذلك استمعي لها، وسوف تجدين أن أداءك أفضل مما تتصورين.

ثالثا: ممارسة أي نوع من الرياضة المناسبة للفتاة بضوابطها الشرعية سوف يكون شيئا جيدا وممتازا، ويمتص كل طاقات الغضب الداخلي منك.

لا مانع أبدا أن تمارسي أي نوع من تمارين الاسترخاء، فهي طيبة وجيدة، وهنالك عدة أنواع منها، أبسطها هو تمارين التنفس، استلقي في مكان هادئ، فكري في شيء جميل، أو يمكنك أن تستمعي إلى شريط من القرآن الكريم بصوت خافت، بعد ذلك أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلا، ضعي يدك على صدرك، خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، يفضل أن تملئي صدرك وحتى البطن بالهواء، ثم بعد ذلك اقبضي على الهواء لمدة خمس ثوان، بعد ذلك أخرجي الهواء، وهذه عملية الزفير، يجب أن يكون الزفير بنفس القوة والبطء، كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية، بمعدل مرتين في اليوم، سوف يكون إن شاء الله أمرا جميلا وسوف يساعدك كثيرا .

نعم، أنت فتاة ناجحة، وإن شاء الله هذا الأمر البسيط لن ينقصك أبدا، وسوف ينتهي تماما، عليك اتباع الإرشادات السابقة.

إذن كان الأمر مزعجا لك ولم تتحسني مع تطبيق هذه الإرشادات البسيطة، لا مانع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، هنالك عدة أدوية أبسطها وأفعلها وأسلمها هو العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تتناوليه بمعدل نصف مليجرام حبة واحدة لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة واحدة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفضيها إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقفي عنها.

أخيرا : أرجو أن تطمئني تماما أن هذه الحالة هي حالة نفسية، ولكنها تشخص مع الحالات النفسية البسيطة جدا وغير المزعجة.

أسأل الله لك التوفيق والثبات، وأن يختفي هذا العرض الذي تعانين منه.

مواد ذات صلة

الاستشارات