على الرغم من أن قصده شريف إلا أني أريد وضع حد لعلاقتنا.

0 419

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة متدينة، وأقوم بجميع الفروض الدينية رغم أني أعيش في المهجر، فقد تعرفت على شاب على الإنترنت، وأقنعني بالزواج، في البداية لم أوافق، إلا أنه نجح في ذلك، ولا أعرف كيف انجرفت مع كلماته، والآن أنا نادمة جدا على ما فعلته، رغم أني أعرف أن هدفه شريف، إلا أني أشعر بأن ما أفعله لا يرضي الله تعالى، لأني تعرفت عليه عن طريق الإنترنت، فماذا أفعل ليتوب الله علي؛ لأنني أشعر أني مذنبة؟ وما هي نصيحتكم لي كي أضع حدا لعلاقتي بهذا الشاب؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nadia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أول خطوات التصحيح تكون بالتوبة النصوح، وأبشري فإن الله يقبل توبة من تاب، ولا مانع بعد ذلك من تصحيح تلك العلاقة إذا تاب الشاب وندم على تلك العلاقة التي كانت في الخفاء، والعبرة بصلاح الشاب ثم بما يحصل من ميل تحقق الرؤية الشرعية عن طريق أسرتك وأوليائك.

ونحن ننصحك بكتمان ما كان من العلاقات، والحرص على السير في الطريق الذي يرضي الله، ولا أظن أن التجاوزات كانت كبيرة، وعلى كل حال فنحن سعداء برغبتك في التصحيح وندمك على ما حصل، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس.

وأرجو أن يعلم الجميع أن صدق نية الشباب لا تبيح ما يحصل من التجاوزات، فإن صاحب الهدف الشريف ينبغي أن يسلك الطريق الذي يرضى الله، فالغاية لا تبرر الوسيلة، ولابد من أن تكون الغاية مشروعة والوسيلة مشروعة.

ونحن نتمنى أن تطلبي من هذا الشاب إذا كان جادا في طلبه ورغبته بضرورة أن يفاتح أهلك في الموضوع، وأن يأتي بأهله ويعرف بنفسه، ويتيح الفرصة لأهلك للسؤال عنه، وليت كل فتاة تدرك أن الكلام الجميل والخداع يعرفه ويجيده كل أحد، كما أن المرأة سريعة التأثر بالكلام المعسول (والغواني يغرهن الثناء)، وهنا مكمن الخطورة.

ويزيد من خطورة الأمر تلك المهارات التي يجيدها كثير من الشباب في الإيقاع بالفتيات، فتجدهم يسيرون معها على ما تهوى حتى ينالوا بغيتهم، ونحن لا زلنا نصر على أن معظم من يسلك طريق الإنترنت للزواج عبارة عن معاقين اجتماعيا، والدليل على ذلك أنهم فشلوا في تأسيس علاقة واضحة صحيحة مكشوفة مع الجيران، والزملاء والأهل فدخلوا إلى حديقة الإنترنت، والتي لا تخلوا من الأشواك والحنظل، وتورث الآهات والحسرات عندما ينكشف الغطاء وتشعر الفتاة أنها كانت تجرى وراء السراب، وأن الذي كان يغريها بالكلام المعسول كان يتعشى مع غيرها من الغافلات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ولا أستطيع أن أخفي سعادتي وفرحي بمحافظتك على دينك وأنت في بلاد المهجر، وأتمنى أن تزداد في نفسك معاني الخير.

وأسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونوصيك بكثرة اللجوء إلى الله، واعمري وقتك بذكر الله، واشغلي نفسك بالخير والتلاوة، وأكثري من الاستغفار والإنابة والصلاة والسلام على من جاءنا بالنور والهداية.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات