السؤال
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله، أما بعد:
إخوانى وأساتذتي العاملين في هذه الشبكة المباركة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أقول: إن لي ماض سيء جدا، فمنذ نعومة أظفاري وأنا مقيم على ذنوب وآثام عظام، وكلما تقدمت في العمر ازداد حالي سوءا، إلا أنني غير راض عن حالي، ولكن عدم الرضا هذا لم يخرج عن حيز الأماني، فأنا لا أقوى إلا على المعصية، ولا تجد لي عزيمة عند الطاعة.
السؤال: أريد منكم أن تدلوني على أعمال صالحة بسيطة أستطيع أن أستمر عليها، وأن أتقرب بها إلى ربي عسى الله أن يتقبل مني ويغفر لي ما كان مني.
وأخيرا: لا تنسوني من صالح دعائكم فإني أحسبكم على خير.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الماضي السيئ تمحوه التوبة الصادقة، والله سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولن يعدم الإنسان من رب رحيم يفرح بتوبة عبده خيرا، وإذا صدق الإنسان في توبته وأخلص أوبته بدل الله سيئاته إلى حسنات قال تعالى: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ))[الفرقان:70].
وأرجو أن تكثر من الحسنات الماحية، واحرص على مجالسة الأخيار، وطلب العلم الشرعي، والتخلص من كل ما يذكرك بالماضي، وكرر التوبة إذا وقعت في الخطأ حتى يكون الشيطان هو المخذول، واعلم أن الله سبحانه قال لمن أسرفوا على أنفسهم بالذنوب: (( لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))[الزمر:53].
وأرجو أن تعلم أن الإسلام دين ميسر، فحقق التوحيد وواظب على الصلوات الخمس، وصم رمضان، وأد الزكاة إذا بلغ مالك نصابا وحال عليه الحول، وحج بيت الله إذا كنت مستطيعا، واحرص على طاعة والديك، وصل رحمك وقل للناس حسنا، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك، ولا تحمل في قلبك حقدا أو غلا لمسلم، واجعل لسانك رطبا من ذكر الله وتلاوة كتابه، وإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية، ولا تعمل عملا إلا بنية، وانو الخير وافعل الخير، واعلم أن المسلم لا يزال بخير ما عمل الخير ونوى الخير، وأكثر من اللجوء إلى من قلوب العباد بين أصابعه، واعلم أنه لا خاذل لمن وفقه سبحانه.
ونسأل الله لك السداد والثبات.
وبالله التوفيق والسداد.