السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن يجد حلا لمشكلتي فله مني الدعاء، وله من الله سبحانه وتعالى الأجر والثواب!
مشكلتي باختصار هي مشكلة تسببت بها العديد من المشاكل، ألا وهي:
مشكلة النوم:
حيث أني كثير السهر، مع العلم أني لا أتعمد السهر، وإذا استطعت النوم من تعب أو غيره أجد صعوبة بالغة في ذلك، وكذلك في الاستيقاظ من النوم، وقد تكون هذه المشكلة لأسباب موجودة في نفسي، منها على سبيل المثال أنني:
1- كثير التفكير في كل شاردة وواردة.
2- مكتئب.
3- خائف .
4- عاطفي جدا.
5- حزين.
6- ضعيف في التركيز.
7- أعاني من وساوس، وأحيانا إذا خلوت بنفسي أتحدث مع نفسي بصوت عال.
8- أعاني من ضغوط نفسية.
أفيدوني جعله الله في ميزان حسناتكم ، فأنا في أمس الحاجة إليكم بعد الله سبحانه وتعالى، علما بأني موظف وقد أثرت هذه الأمراض على عملي، وأنا الآن بصدد مواصلة دراستي الجامعية خارج دولتي، وأخشى من الفشل!!!
ألف شكر وألف تحية للقائمين على هذا الموقع، وآسف على الإطالة، وللمعلومية، عندما كنت في بلدي في السعودية تلقيت علاجا من أختصاصي
نفسي وهو علاج بروزاك، ولكن انقطعت عنه؛ بسبب اليأس وبأسباب أخرى،
فأفيدوني ماذا أفعل؟؟!!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الأخ الفاضل، بالنسبة للثمان أعراض التي ذكرتها والتي تعاني منها، فهي حقيقة تدل على أنك تعاني مما يعرف بالاكتئاب القلقي، أي الاكتئاب النفسي المصحوب بأعراض القلق النفسي، ويعرف تماما أن حوالي 60-70% من حالات الاكتئاب النفسي تكون أيضا مصحوبة بأعراض القلق النفسي، وحوالي 30-40% من أعراض القلق النفسي أو حالات القلق النفسي تكون في الحقيقة مصحوبة بأعراض اكتئابية، وكثيرا ما لا تشخص هذه الحالات، مما يعرقل كثيرا في المسار العلاجي.
عموما، الحالة إن شاء الله سوف تعالج تماما، فأول الآليات التي يجب أن تتبعها هي أن تحاول أن تنظم وقتك، ولابد أن تحسن من صحتك النومية، فهنالك مسارات عصبية ومواد كيميائية لا تفرز حقيقة إلا إذا رتب الإنسان نومه ونظمه، وهذه المواد وهذه الموصلات العصبية في حد ذاتها هي أيضا مسئولة عن ترتيب النوم.
إذن إن وضع الساعة البايولوجية لديك في وضعها الصحيح يساعد كثيرا في صحتك النومية، ويقلل إن شاء الله من القلق، والذي أقصده بالصحة النومية، هو أن تحاول قدر المستطاع أن تثبت الوقت الذي تذهب فيه للفراش، هذا أمر ضروري جدا!!
ثانيا : عليك بممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن نصف ساعة إلى أربعين دقيقة يوميا.
ثالثا: يجب أن لا تتناول مطلقا أي من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، وهي بالطبع الشاي والقهوة، والببسي، والكولا، وكذلك الشوكولاتة.
ولابد يا أخي الفاضل أن تهيئ المكان حولك للنوم،و يجب أن لا تكون هنالك ضوضاء،وقد شاهدت الكثير من الإخوة لديهم تلفزيونات في غرف النوم ويودون النوم الهانئ والسعيد، وهذا بالطبع لا يمكن!! إذن لابد أن نهيئ المكان للنوم.
ويمكنك أخي أن تتناول بعض الحليب الدافئ قبل النوم،ولا شك أن الوضوء وصلاة ركعتين والمحافظة على أذكار النوم، هي إن شاء الله من الدوافع النفسية القوية لبعض الطمأنينة، ومن ثم النوم الهانئ السعيد.
أخي: أرجو أن تطبق ذلك .
ثانيا: أخي لإزالة هذا الاكتئاب إن شاء الله، عليك بالتفكير الإيجابي، أرجو أن تنظر في الجوانب الإيجابية في حياتك، خاصة فيما يتعلق بإنجازاتك ومقدراتك وطموحاتك، وهذه إن شاء الله تعطيك شيئا من الدافع.
الآلية الثانية هي الأدوية،فأنت بالطبع محتاج لأدوية لإزالة هذا الاكتئاب والقلق وما يصحبه من وساوس، وهنالك دواءان:
الدواء الأول يعرف باسم ريمارون، والجرعة التي أود أن تبدأ بها هي 30 مليجرام أي حبة واحدة، فلتتناول هذا الدواء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك خفض من جرعة الريمرون واجعلها نصف حبة أي 15 مليجرام، ولكن يجب أن تضيف الدواء الآخر، والذي يعرف باسم سبراليكس والجرعة هي 10 مليجرام.
إذن ستستقر الجرعة العلاجية لديك على النحو التالي:
سبراليكس 10 ميلجرام ليلا، وريمارون نصف حبة أي 15 مليجرام ليلا، فاستمر على هذه الجرعة بصفة منتظمة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك أوقف الريمارون، وارفع جرعة السبراليكس إلى 20 مليجراما، أي حبة واحدة من فئة عشرين مليجراما، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك خفض السبراليكس إلى 10 مليجرام، واستمر عليه لمدة شهرين، ثم خفضه إلى خمسة مليجرام، وتناوله لمدة شهر، ثم توقف عنه.
أخي، هذه من الأدوية الممتازة والتي تساعد كثيرا في تحسين النوم، وإن شاء الله يزول عنك هذا الاكتئاب والإحباط وكذلك الوساوس، ومن ثم تهيئ لك حياة وصحة نفسية ممتازة وسعيدة.
وأسأل الله لك التوفيق والسداد!