السؤال
السلام عليكم.
أشكركم جزيل الشكر على سعة صدوركم لنا، واهتمامكم الملحوظ بنا.
أنا فتاة مخطوبة منذ عامين ونصف، ومعقود علي، ارتبطت بخطيبي عن حب عن طريق العائلة، وزفافي في الصيف -إن شاء الله-.
مشكلتي أننا نختلف كثيرا، فأنا تربيتي مختلفة كليا عنه، وحتى وضعه المادي أقل من عائلتي، ولكنهم أصحاب أخلاق وقيم يشهد بها الجميع، وهو قريب لي، نختلف لأتفه الأسباب، وهو عنيد بعض الشيء.
أشعر دائما بأنه يريد أن يتحكم بي، ويلغي شخصيتي، وعندما أواجهه بهذا الإحساس ينكر ويقول إنه لم يفكر أبدا بذلك، بل ما يريده هو الحفاظ علي، وعدم تحدث الناس عني بسوء، ويتدخل بكل شيء، بلباسي وخروجي، حتى لو كنت ذاهبة لزفاف يدقق في شكلي، ويعلل ذلك بغيرته علي، أحيانا أشعر بميل لتركه وفك عقد الزواج؛ لأنني أشعر بأنني لن أستطيع العيش معه هكذا، فأنا لم أعتد أن يتدخل أبي بلباسي في داخل البيت أو أمام النساء، وهذا لا يعني طبعا أني أرتدي ما يكشف مني أمام أبي وإخوتي، ولكن أبي يترك مسألة لباسنا لنا نحن النساء، وأنا أشعر أحيانا بالكره تجاه خطيبي، وأشعر بأني أخطأت بحق نفسي لو أني صبرت لربما جاءني أفضل منه.
مع العلم بأنه الآن يكمل دراسته الجامعية في مجال الطب، فهل يجوز له منعي من الخروج مع أهلي إلى مكان لا يرغبه مع أني ما زلت في بيت والدي؟ فقد قرأت في إحدى الاستشارات أنه طالما قد أعطيت المرأة المهر وجب عليها طاعته، ولكن أيهما أوجب في هذه الحالة طاعة أبي أم زوجي الذي عقد علي؟
وشكرا لكم على سعة صدوركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أولى الناس بالمرأة زوجها، فأطيعي زوجك ولا تخالفي والديك، واعلمي أن طاعة الله هي المحور والمدار، ومن حق زوجك أن يدقق في ملابسك؛ وذلك دليل على غيرته واهتمامه وحبه، فإن الجوهرة الغالية هي التي يبالغ أهلها في صيانتها وحراستها، والمرأة العاقلة تتمنى أن تفوز برجل يأمرها وينهاها، ويغار عليها ويحترمها، ورغم أنه لم يتضح لي المكان الذي تذهبين إليه؟ ولم أعرف الحد المتفق عليه بينكما، إلا أنني أذكر فتياتنا بأن لباس الفتاة حتى بين النساء ينبغي أن يتسم بالحشمة.
ولا يجوز إظهار الزينة الخاصة، خاصة في وجود الكاميرات حيث لا تأمن المرأة على نفسها، وقد قاطع بعض الأخيار الأعراس التي تظهر فيها الصدور والظهور والأفخاذ، وهذا لا يقبل حتى بين النساء، وقد يسبب هذا التوسع أضرارا عظيمة، بل كان سببا في خراب البيوت وحصول المس والعين، وكل أمر مكروه، وحصل التعلق بالفاتنات من بنات جنسهن، وقامت بعض النساء بوصف تلك المحاسن لأزواجهن أو لإخوانهن، فحصل من وراء ذلك الشر الكثير، وفي ذلك مخالفة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها حتى كأنما يراها)، فاتق الله في نفسك، وكوني مطيعة لزوجك خاصة وقد أمرك بما فيه طاعة لله، وهنيئا لك بصاحب دين يغار عليك، وقد ذكرت من أدبه وأدب أسرته ما أدخل السرور على أنفسنا، وكم تمنينا أن يعجل بإكمال المراسيم حتى تصبح الأمور بيده، ويتم بينكما التفاهم والانسجام الكامل.
وقد أسعدني حرصك على السؤال، ونرحب بك في موقعك، ويعجبني أن تصبري على هذا الرجل، وأن تقللي من مساحات العناد، ولا تظهري الندم على رجل يدعوك للخير والحشمة، وأرجو أن تعلمي أن نقاط الخلاف كثرت لطول فترة الخطبة، وكم تمنينا أن يحرص الآباء والأمهات على حشمة وحجاب البنات، وأن يحرضوا البنات على طاعة الأزواج إذا أمروهن بطاعة الرحمن.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وتقديم ما يرضيه سبحانه، وأرجو أن تقل نقاط الخلاف، ومرحبا بك في كل وقت في موقعك، وسوف نسعد باستجابتك وتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.
وبالله التوفيق والسداد.