السؤال
أنا طالب من اليمن، وأدرس في ألمانيا الطب، أدرس منذ سنتين.
مشكلتي هي أن خالتي أرادت أن تخطب لي ابنة أختها (ابنت خالتي) لأن ابنت خالتي تحبني ولا تريد الاستغناء عني، وهنا واجهت أنا مشكلتين: مشكلة طبية؛ لأن النسل قد يكون ضعيف المناعة أو يحمل أمراضا وراثية.
ومشكلة نفسية وهي أنني لم أكن أفكر في الزواج بها بشكل خاص، وبالزواج بشكل عام؛ لهذا أشعر الآن أنني في عاصفة الاختيار، فما رأيكم أنتم هل أقول لا وأرفض؟
مع العلم أني لا أريد أن أخلق المشاكل في العائلة أم أقول: نعم موافق؟ مع العلم أنني سأقدر التأقلم مع زوجة المستقبل، واضعا الاعتبار والأهمية على النسل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saqr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النسل لا يحمل الأمراض الوراثية -بعد تقدير الله- إلا إذا كان التقارب شديدا ومتصلا لعدة أجيال، ولكن يظهر من كلامك أنها ابنة خالتك، أما أبوها فطرف آخر وهذا ما فهمته من السؤال، ومرحبا بك في موقعك ونحن لك بمنزلة العم والخال، وشكرا لك على الحرص على الرحم والوصال واستعدادك للتأقلم مع الوضع في كل حال.
وإذا كانت ابنة الخالة تحبك كما ذكرت وأنت بلا شك سوف تبادلها الحاصل من اللقاء، ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.
ونحن لا نريد أن تقول: (لا) وستكون (نعم) بردا وسلاما على أسرتك وعائلتك، ولن تجد من تقف معك بصدق مثل القريبة، وخاصة ابنة الخالة؛ لأن الخالة أم في الحنان والعطف.
فنحن نتمنى أن يفكر الشباب في الزواج في الوقت المناسب وبعد توفير الظروف الملائمة بقدر المستطاع، حتى لا يدخل الإنسان في بحر العواطف المتلاطم ويقع في المخالفات.
ولا ننسى أخي أن نذكرك بضوابط الاختيار لشريكة حياتك -إن شاء الله-، فالمواصفات المطلوبة في المرأة صفتان أساسيتان هما الدين والخلق، ولا غنى لواحدة منهما عن الأخرى، ثم صفات فرعية هي المال والجمال والحسب والنسب، ومراعاة هذه الصفات في حالتك كالتالي:
لا تنازل عن الدين والخلق ولو كانت من أقرب المقربين، أما الصفات الأخرى فهي اختيارية، فالحسب والنسب لا طائل منهما هنا لأنها ابنة خالتك، فهي كفؤ لك في هذا الباب، وأما الجمال فأمر نسبي طالما كنت على قناعة بذلك، وأكثر النساء وسط في الجمال، وأما المال فلو كانت فقيرة فزواجك بها من البر بالأرحام، وكفى بهذا تحفيزا لك على الزواج، لا سيما في مثل حالتك.
وأرجو أن تعلن موافقتك المبدئية ثم تجتهد في أن تكون علاقتك بها وفق الضوابط الشرعية، وهذه وصيتي لك ولها بتقوى الله فإن التوفيق بيد الله ومرحبا بك مجددا.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.