السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في السنة الأخيرة من الجامعة، ولي سؤال من شقين:
الأول: سألت شيخا في يوم من الأيام، فقلت له: هل أعد بنت خالي -وعمرها الآن 17 عاما- بالزواج وأنا أرغب في الزواج منها، علما بأني أدرس الآن بالجامعة؟ فأجابني بأن وعد من هي في سن الزواج مع عدم جاهزيتك للزواج -بل وتحتاج إلى سنين للاستعداد للزواج- إجحاف في حقها، فقد تسد طريق من يرغبون في الزواج بها، كما أنك لا تعلم نهاية مصيرك، فأخذت برأيه ولكني أريد أن أعرف رأيكم؟
الثاني: أن بنت خالي هذه مؤدبة وهادئة وطيبة ولكنها قليلة العلم بأمور الدين، ولكنها وللأسف تكاد تنساق خلف موضة هذا العصر في اللباس، وكذلك مشاهدة القنوات الفضائية الغنائية، وحضور حفلات الزواج الغنائية.. وغيرها، فهي قليلة العلم، فهل أدعوها للتمسك بالدين وتعلمه، وكيف ذلك؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الفاتح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن صلاح بنت خالك مما يهمك ويعنيك، فإن عرضها عرض لك، والخال من أقرب الناس رحما، فاحرص على صلاة الاستخارة، وشاور من حضرك من أهل الخبرة والدراية، وتوكل على من بيده التوفيق والهداية، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك للخير والسعادة.
وإذا كانت لك رغبة في الفتاة فيمكنك أن تعلن رغبتك لوالدتك، وسوف يسهل عليها إيصال رغبتك إلى خالك، ويمكن أن تتكلم أمك بلسانها كأن تقول لأخيها: أريد فلانة لابني فلان، ولا شك أن هذه الطريقة أفضل من الارتباط الذي تعلنه أنت وتترتب عليه أشياء كثيرة؛ لأنهم في هذه الحالة سوف يشاورون والدتك كلما طرق بابهم طارق بخلاف ما إذا كانت العلاقة رسمية؛ فإنه لن يتقدم أحد من الناس بعد أن تتقدم، ويمكنك خلال هذه الفترة إرسال الأشرطة والكتيبات إلى منزل خالك، ولا مانع من أن ترسل لها أشرطة وكتيبات تتكلم عن الحجاب وتحريم الغناء وتحاول أن تقوم بدورك في دعوة الأقربين التي تعتبر من أهم جوانب صلة الرحم، وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: (( وأنذر عشيرتك الأقربين ))[الشعراء:214].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وتذكرك بضرورة الاهتمام بنصح بنت خالك وأسرتها في كل الأحوال، ونتمنى أن تجد من أخواتك أو خالاتك من تعينك على النصح، ولا يخفي عليك أن الصورة الكاملة سوف تتضح لك ولها، فإنها سوف تدرك من خلال ما تقوم به ماذا تحب، وسوف يتضح مدى استجابتها وسيرها على الطريق الذي تريده.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح لنا ولكم الأهل والأحباب، وأن يجعلنا ممن يتمسكون بالسنة ويدورون مع الكتاب.
وبالله التوفيق.