السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد: فإني بدأت بدراسة اللغة الانجليزية بهدف إتقان هذه اللغة التي قد تساعدني في تحسين وضعيتي المهنية، ويمكن أن أساعد أبناء أقاربي في تعلم هذه اللغة، كما أنني أطمح في الانتقال إلى بعض الدول العربية التي تعتبر اللغة الانجليزية لغتها الثانية.
لكن التعليم في هذه المدرسة مختلط، فهل أواصل دراستي أم أقطعها؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الإنسان يستفيد من تعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، ولكن المسلم يبدأ بتعلم القرآن والعقيدة والفقه حتى يأتي بواجبات الشريعة على الوجه الأتم؛ ولذلك كان العلم الشرعي هو أول مطلوب قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله ) [محمد:19] ... وبوب الإمام البخاري – باب القول قبل العلم والعمل، ومن فقه هذا الإمام أنه قدم باب الوحي ليدل على أن المسلم محكوم بوحي يدور معه حيث دار.
لا يخفى عليك أن في الدراسة المختلطة فساد عريض وضرر خطير على حياة الإنسان ومستقبله، وقد أدرك ذلك العقلاء من البشر، وارتفعت أصوات كثيرة في البلاد الغربية تنادي بفصل البنات عن الذكور، وأصبحت المدارس التي تعنى بذلك كثيرة ومنتشرة تزداد مع كل يوم تظهر فيه الثمار المرة للفساد الذي نتج عن وجود الأنثى إلى جوار الرجل وهي في كامل زينتها.
لا أظن أن المفاسد المترتبة على وجودك في هذا الوضع خافية عليك، فتفكر في أمرك واستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك، واعلم أن البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
أرجو أن تعلم أن كثيرا من الناس قد وسع الله عليهم في أرزاقهم دون أن يتعلموا اللغة الإنجليزية ولا غيرها من رطانات الأعداء، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها: ( فاتقوا الله وأجملوا في الطلب فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم).
وإذا تيسر لك تعلم اللغة أو اكتساب مهارات دون أن تتخلى عن القيم والثوابت، فلا بأس من ذلك، وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإنها باب إلى الرزق قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق:23]، وهي سبب تيسير الأمور قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)[الطلاق:4].
ونسأل الله أن يغنيك بحلاله عن الحرام وأن يوسع رزقك ويجنبك الشرور والآثام.
وبالله التوفيق والسداد.