السؤال
السلام عليكم
كيف ننتقي الزوجة الصالحة وفق قواعد شريعتنا الغراء؟ وما هي الآيات القرآنية والأحاديث التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد؟!
ولكم مني فائق الاحترام والتقدير.
السلام عليكم
كيف ننتقي الزوجة الصالحة وفق قواعد شريعتنا الغراء؟ وما هي الآيات القرآنية والأحاديث التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد؟!
ولكم مني فائق الاحترام والتقدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hasan kadour حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن شريعتنا اهتمت بوضع الأسس الثابتة في تأسيس البيت المسلم، والإسلام دين ينتقي البذرة الصالحة ثم يبحث لها عن الأرض الطيبة لتخرج الشجرة المباركة ليكون أصلها ثابت وفرعها في السماء لا شرقية ولا غربية.
من هنا حرم الإسلام التناكح مع المشركين قال سبحانه: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) [البقرة:221].
عندما أباح التناكح مع أهل الكتاب اشترط أن يكن من المحصنات العفيفات مع ضوابط وأسس تضمن لنا صلاح الذرية وحب الزوجة الكتابية للإسلام، وأن يكون الزوج صاحب دين يؤثر ولا يتأثر، وأن تكون البيئة مساعدة على ذلك، ثم خاطبت الشريعة الرجل فقال صلى الله عليه وسلم: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وذلك بعد أن بين ما يهتم به الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ونسبها) ثم وجه فقال: (فاظفر بذات الدين)، ووجه بأن يختار (الودود الولود العؤود)، أما كيف يعرف ذلك؟ فإن الإنسان يعرف ذلك من خلال النظر في أخوالها وإخوانها، واستقرار أسرتها، وتأمل حال أمها وخالاتها وعماتها.
توجهت الشريعة إلى أولياء المرأة وإلى المرأة فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه - وأمانته - فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وقد قيل للحسن البصري: من نزوج بناتنا؟ قال: (زوجها التقي فإنه إن أحبها أكرمها - لأن التقوى تدعوه لذلك كما أن التقي يتأسى بإمام الأتقياء وخاتم الأنبياء الذي كان يقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) - ثم قال الحسن البصري: (وإن أبغضها لم يظلمها ولم يهنها - لأن التقوى تردعه -).
قد اقتضت حكمة الشريعة أن يكون الزواج عن طريق الأولياء حتى ينظروا في صلاح الرجل، فالرجال أعرف بالرجال، ويتأكدون من قدرته على تحمل المسئولية ويتمكنون من السؤال عليه، وهذه مسئولية في أعناق الأولياء، ومن زوج ابنته من فاسق فقد قطع رحمها وأساء إليها غاية الإساءة.
لا شك أن الدين هو أول ما ينبغي أن ننظر إليه ثم الأخلاق ورغم أن الأخلاق داخله في الدين إلا أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أفردها فقال:(وخلقه)، وفي ذلك دليل على أهميتها، ومن الضرورة أن تكون العلاقة تحت سمع الناس وبصرهم وأن يتقدم الرجل أو من ينوب عليه من أهله لطرق الباب، ومن المهم أن يأخذ كل طرف فرصة للبحث والتحري والاستخارة والاستشارة، ولابد من الاهتمام بالرؤية الشرعية كما وجه النبي صلى الله عليه وسلم من خطب من أصحابه فقال: (انظر إليها فأنه أحرى أن يؤدم بينكما).
وبالله التوفيق والسداد.