ضعف التركيز وضعف المستوى الدراسي

0 379

السؤال

في أثناء دراستي منذ الصف الرابع الابتدائي حتى أنهيت الجامعة وأنا أشعر بضعف شديد في التركيز والشرود الذهني؛ كان ذلك بداية بسبب انتقالي من المدينة التي أسكن فيها، ومفارقتي لكل صداقاتي التي أنشأتها هناك، مما أثمر ضعفا في مستواي الدراسي، وجعل بعض الناس يحكمون علي بعدم القدرة على إتمام دراستي ...

لم أكن أركز مع المعلمة وهي تشرح .. لا أعرف ما في المادة سوى يوم الاختبار .. أشعر بالكره الشديد للمعلمات وللمواد والمدرسة أيضا، وكل من حولي مستواهم أفضل مني .. في البداية تفاجأ أهلي بهذا الضعف لكن سرعان ما اعتادوا على هذا الوضع، ورغم كل ذلك فأنا أحب أن أتعلم ولا أزال أقرأ وأتعلم وأشعر بالمتعة لذلك، وأجده أهم هدف في حياتي، ولكن خوفي هو إن أردت أن أكمل دراستي هل ستعود نفس هذا الأعراض وتضعف من مستواي أيضا؟

وأشعر بضعف الثقة بنفسي مرة أخرى، أم أن باستطاعتي أن أتفوق وأثبت لنفسي أولا أن المجال العلمي هو الأفضل بالنسبة لي، وأني قادرة على إنجاز الكثير فيه، بل والإبداع أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسحار المنصور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الأخطاء الجسيمة جدا التي يقع فيها بعض الناس هو أن يحكم الإنسان على نفسه بالفشل، وأن يقبل هذا الحكم، وبناء عليه يبدأ في التبرير لمزيد من الانسحاب، ومزيد من الفشل، ومزيد من التراخي.

إذن هذه هي بداية الخطأ دائما، والشيء الصحيح أن الإنسان حتى لو حصلت له إخفاقات لابد أن تكون أيضا هنالك نجاحات موازية، ربما لا يستشعرها بالصورة المطلوبة، أو ربما لا يدفع نفسه حتى يكون إيجابيا ومنجزا ومتفوقا.

إذا استشعر الإنسان أهمية أي أمر يستطيع أن ينجزه.

إذن أيتها الأخت الفاضلة عليك أن تستشعري أهمية التعليم، وأن لا تجدي لنفسك أي مبرر أو عذر في أن لا تكوني منتظمة في دراستك، وتكملي الدراسة.

الحمد لله الآن وسائل التعلم أصبحت كثيرة ومتوفرة وسهلة جدا.

ضعي الهدف أمامك، والهدف أصبح واضحا، وهو التعليم والتفوق والتميز، هذا هو الشيء الأساسي.

إذن تأتي بعد ذلك الآليات، الآليات أيضا متوفرة وهي وسائل التعلم.

ثالثا : يأتي ما هو مطلوب منك وهو بناء إرادة التحسن والإصرار، وهذا يأتي بالطبع من استشعارك بأهمية الأمر، وأن هذا الأمر لن تستطيعي أن تصلي إليه إلا بالمواظبة والتركيز والتكريس على ما هو مطلوب.

تنظيم الوقت يعتبر هو السر الذهبي للنجاح، الإنسان حين ينظم وقته ويدير وقته بالصورة الصحيحة، ونقصد بذلك أن يعطي الإنسان لنفسه فرصة للاطلاع، المذاكرة، الراحة، ممارسة الرياضة، الترفيه عن الذات، متطلبات العبادة.

إذن هذا التقسيم للوقت وإدارته بصورة صحيحة سوف يعطي الإنسان الحافز الداخلي الذي يجعله يكون منتجا ويكون إيجابيا وهذا الحافز الداخلي يتولد ويكبر ويزيد ويؤيد إلى حوافز أخرى إضافية.
هذا من الأمور الضرورية جدا.

ما ذكرته عن الماضي وأنك كنت ضعيفة التركيز، والشرود في الدراسة، أنا في رأيي أن هذا أمر قد انتهى وولى، ويجب أن لا تشغلي نفسك به مطلقا.

أنت الآن في عمر المسئولية، في عمر النضوج، في عمر التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح، انطلقي من هذا المنطلق، والمنظور الآخر لهذه التجربة السابقة يجب أن لا تعتبريها فشلا، أي تجربة على الإنسان أن يستفيد منها، وذلك بأن يطور من خلالها مستقبله وحاضره.

إذن: لا يوجد فشل إنما هي تجارب، فما مر بك كان تجربة تستفيدين منها لتصحيح مسار الحاضر والمستقبل.

لا أعتقد أنك أبدا في حاجة لأي أدوية نفسية، أنت فقط مطالبة بالتطبيق والتنفيذ والإصرار على النجاح، وأنا أرى أنه إن شاء الله لديك المقدرات، فقط حاولي أن تطبقي الآليات، وتلتزمي بجدول زمني واضح ومعروف، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات