السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: توفي والدي منذ وقت قصير، وبالرغم من أمارات حسن الخاتمة التي ظهرت له، والبسمة التي ارتسمت على شفتيه بعد موته، والتي تعني أنه بشر عند الاحتضار، إلا أنني حزين أشد الحزن على والدي وأفتقده كثيرا، وينصحني البعض بأن أصبر، ولكنني أرى بأن هذا لا ينافي الصبر؛ لأن هذا حزن وليس جزعا، فهل أنا على صواب؟
ثانيا: نريد أن نقرأ القرآن، وننوي بذلك أن يكون في ميزان حسناته؛ لأن الأولاد في ميزان أبيهم على ما أعرف حيث أنه ربانا على الالتزام والأخلاق، فهل هذا صحيح؟ طمئنوني لأنني أريد أن أعمل الصالحات لتكثر من حسناته.
ثالثا: أقوم بإلقاء بعض الخطب والمحاضرات الدينية في الرقائق وتصحيح الفهم للدين، وقد قال لي والدي مرة: لقد وهبتك منذ صغرك للدعوة، فهل محاضراتي في ميزان حسناته، وقراءتي للقرآن في ميزان حسناته حيث قام بتحفيظي إياه منذ صغري على أيدي الشيوخ؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وفي إخوانك، وأن يسكن والدك الفردوس الأعلى وجميع الأموات المسلمين.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإن ما ذكرته فعلا من حالة والدك بعد الموت وخروج الروح لهي من العلامات المبشرة بحسن الخاتمة، وهذا أمر ينبغي عليكم أن تحمدوا الله عليه، وأن تتضرعوا إلى الله أن يرزقكم حسن الخاتمة عند الخروج من هذه الحياة التي قلما ينجو من مكرها وخداعها وكيدها أحد.
وأما عن حزنك لفراق والدك بالصورة التي ذكرتها فهذا شيء طبيعي جدا خاصة إذا كان الوالد محبوبا من أولاده لما كان يتمتع به من صفات طيبة، وهذا ليس من الجزع أو الاعتراض على قضاء الله وقدره لأن ألم الفراق ليس بالهين، ولولا أن الله خلق النسيان لمات الناس حزنا وألما.
وأما عن سؤالك عن حكم هبة ثواب القراءة لوالدك فهذه مسألة اختلف فيها أهل العلم، والذي أميل إليه هو جواز القراءة، وأن أجرها سيصل لوالدك إن شاء الله، فاستعينوا بالله وأكثروا له من القراءة والدعاء وأعمال البر الأخرى وكلها ستصل وسيستفيد منها إن شاء الله.
وأما عن سؤالك عن وصول ثواب أعمالك الدعوية إليه فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سن في الإسلام حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)، فمادام والدك كان سببا في حثك وتعليمك وتشجيعك على هذه الأعمال الدعوية المباركة فإن له مثل أجرك دون أن ينقص من أجرك شيء.
ونسأله تعالى أن يبارك فيكم، وأن يجمعنا وإياكم ووالدكم وسائر أموات المسلمين في الفردوس الأعلى إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.