السؤال
السلام عليكم ..
لقد ارتكبت إثما مع شاب أعامله كأخي، وهذا الإثم هو أني وضعت يدي على وجهه، واكتشفت بعد مدة أنه في هذه اللحظة لم يرني مثل أخته، علما بأننا كنا متفقين على أن نتعامل كإخوة.
لقد تبت إلى الله توبة ما بعدها عودة، ولكني لا أدري إذا كان هذا كافيا؟! أرجو مساعدتي لأني عندما أتذكر الموقف أشعر بأن يدي قطعة من جهنم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omhady حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التوبة تجب ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، ورب العزة العظيم يفرح بتوبة من يتوب إليه، وإذا صدق الإنسان في توبته وأخلص في أوبته فأولئك الذين قال الله فيهم: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) [الفرقان:70].
مرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والثبات، ولا يخفى على أمثالك أن شريعة الله تباعد بين أنفاس النساء والرجال، وتجعل أفضل صفوف النساء -حتى في الصلاة- أبعدها عن الرجال، فلا تمسي جسد رجل ولا تسمحي لرجل أن يمس شيئا من جسدك، ولأن يطعن الإنسان بمخيط من حديد خير له من أن يمس جسدا لا يحل له.
لن تكون الفتاة الأجنبية - وهي كل من يمكن أن يتزوجها الرجل - مثل الأخت الشقيقة، وقد أظهرت نتيجة استبيان في إحدى الجامعات أن أكثر من 90% من الرجال المصافحين للنساء يعبثون بأيدي النساء مما يدل على أن القصد ليس شريفا، ومن هنا تتحلى عظمة الشريعة التي تحرم مصافحة أو لمس النساء، وتظهر لنا عظمة نبي لم يكن يصافح النساء، ولم تمس يده يد امرأة أجنبية قط.
لا شك أن إحساسك بالخطأ، وندمك عليه دليل على ما في نفسك من الخير، وأرجو أن تكرري التوبة كلما تذكرت ما حصل فإن ذلك يغيظ الشيطان ويرضي الرحيم الرحمن.
الإنسان لا يحتاج بعد التوبة النصوح إلى شيء سوى الإكثار من الأعمال الصالحة وذلك لأن الحسنات يذهبن السيئات، مع ضرورة تجنب أماكن وجود الرجال والتعامل معهم في حدود الشرع عندما تقتضي الضرورة ذلك، وإذا تدثرت المرأة بجلباب الحياء وتمسكت بالحجاب الذي شرعه رب الأرض والسماء احترمها الشباب، وبذلوا الأموال وطرقوا الأبواب من أجل الوصول إليها، وعندها تختار العاقلة المؤمنة صاحب الدين والخلق.
أما إذا برزت للرجال فإنهم قد يضحكون معها، ويعلنون إعجابهم بها، لكنهم لا يرضونها أما لعيالهم أو أمينة على ديارهم، والإسلام كرم المرأة فجعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.
هذه وصيتي لك بتقوى الله، وأكرر لك شكري على السؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يسعدك في الدنيا وفي المآل.
وبالله التوفيق.