محادثة المرأة الأجنبية للرجل

0 408

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعمل بمعمل تحاليل طبية، وكان هناك طبيب شاب يعلمني كل أنواع التحاليل الطبية، وله فضل كبير علي، وكان يعرف كل أسرتي، ولقد سافر هذا الطبيب، وكان يتصل بي هاتفيا ليسأل عن أحوالي وأحوال أسرتي، وكنت أتصل به هاتفيا لأستشيره في بعض الأمور المتعلقة بي، فهل هذه الاتصالات لا ينبغي أن تحدث؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن محادثة المرأة الأجنبية للرجل مقبولة إذا كانت هناك ضرورة، وتمت ضمن الضوابط الشرعية، بلا خضوع في القول، وكانت في المعروف، ولم تحصل فيها زيادات لا حاجة لها، وليس فيها خروج عن الغايات السامية؛ قال تعالى: ((فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا))[الأحزاب:32]، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

وهكذا يتضح لنا أن الإسلام يهتم بنوع الكلام وطريقة الكلام ومقدار الكلام، وإذا خشيت المرأة فتنة من الاستمرار في الكلام، أو خاف الرجل على نفسه؛ فإن الحكم يتغير، ولذلك فنحن نفضل أن تحرص الفتاة التي تحتاج إلى مشورة أو شرح أن تسأل الصالحات، فإن لم تجد فعليها أن تسأل محارمها، فإن لم تجد فعليها أن تسأل رجلا كبيرا في سنه بحضور محارمها، أو غيرهم على أن تكون بكامل حشمتها وأدبها.

ولا يخفى على أمثالك حاجتنا إلى طبيبات وممرضات حتى لا تضطر المرأة المسلمة إلى البحث عن العلاج عند الرجال الأجانب، وكم تمنينا أن نصل إلى حد الكفاية في هذا الجانب، وفي غيره من الجوانب التي نحتاجها؛ فإن تعامل المرأة مع طبيب رجل لا يخلو من خطورة ومخالفات: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)) [النور:63].

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله والحرص على طاعته، مع ضرورة وضع هذه العلاقة في إطارها الشرعي، وحبذا لو تحولت إلى علاقة شرعية، فإن أفضل من ترتبط به الفتاة ما كان فيه بعد الدين والأخلاق حرص على النفع، وكان مقبولا ومحبوبا عند الأهل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وشكرا لك على هذا السؤال، الذي يدل على ما في نفسك من الخير، ونسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات