الحل الأمثل لعلاج زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية

0 570

السؤال

السلام عليكم.
أصيبت والدتي بعد إنجاب أخي الصغير بضغط الدم، وهي إلى الآن مستمرة على الأدوية، وعمر أخي الآن 19 سنة تقريبا، والحمد لله لم تعاني من آثار أخرى تجاه ذلك، ولكن في الآونة الأخيرة لاحظت عليها نقصا في الوزن وانتفاخا في الرقبة، وبعد مراجعة الطبيب اتضح أنها مصابة بزيادة في إفراز الغدة الدرقية.

وبعد عام من العلاج والأدوية قمت بإجراء تحاليل لها ففوجئت بأن الإفرازات لا تزال كما هي، وجسمها نحيل جدا - الله يسامح الطبيب فقد أخطأ في نوعية الأدوية المعالجة -، فما هو الحل الأمثل لعلاجها؟ وما هي الأدوية التي تفيد في هذه الحالة المتأخرة؟ وهل يوجد علاج نهائي لحالة زيادة الغدة؟ وما تأثير الحالة في وجود ضغط الدم؟!

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعتبر زيادة إفراز الغدة الدرقية أو ما يسمى بفرط نشاطها حالة تؤدي إلى إنتاج كميات زائدة من الهرمونات الدرقية في الجسم، فيحدث ارتفاع في نسبة الهرمون في الجسم مما يؤدي إلى زيادة معدل الاستقلاب - عمليات البناء والهدم في الأنسجة -، وهكذا فإن الغدة الدرقية زائدة النشاط تجعل كل شيء في الجسم زائد النشاط أيضا، وعادة ما يرافق هذا النوع من الزيادة في إفراز الهرمون تضخم في حجم الغدة الدرقية.

ومن أشهر مسببات هذا التضخم مرض جريفز Graves disease، وهو من أمراض المناعة الذاتية، حيث تتكون بروتينات غير طبيعية تسمى الأجسام المضادة المحفزة للغدة الدرقية والتي تحفز الغدة على إفراز الكثير جدا من الهرمون الدرقي، ويتم تشخيص مرض جريفز في حوالي واحد من كل ألف شخص كل عام، وأغلبهم من النساء المتوسطات العمر، وقابلية الإصابة بمرض جريفز يمكن أن ينتقل بالوراثة رغم عدم قوة هذه الصلة بالدرجة التي تجعل كل فرد في العائلة يصاب بهذه الحالة.

وفي حوالي عشرة في المائة من الحالات يحدث فرط النشاط الدرقي بسبب وجود عدد من العقيدات الدرقية التي تقوم بإنتاج كميات زائدة من الهرمون.

ومن أهم أعراض المرض: الإسهال، وزيادة عدد ضربات القلب فيحدث الخفقان، ويؤدي فرط تنبيه الجهاز العصبي إلى التهيج العصبي، كما يصاب المريض بسيلان العرق من الكفين وتصبب الجلد بالعرق الغزير لزيادة نشاط الغدد العرقية مما يجعل المريض لين القوام مبتلا، ومن الأعراض الأخرى أيضا ازدياد الشهية مع فقدان الوزن بصورة ملحوظة، وتصبح عضلات الجسم واهنة وضعيفة، وعدم احتمال الحر، وفي حالات غير قليلة يحدث الإحساس بعدم الراحة والقلق وغيرهما من الأمراض العصبية مع صعوبة في النوم والأرق، ولدى السيدات تفقد الدورة الشهرية انتظامها وتصبح أقل تكرارا وأقل في كميتها، وقد يؤدي ذلك إلى العجز الجنسي لدى الرجال.

ويعاني المريض أيضا من خفة الشعر ولمعان في الجلد، وثمة واحد بين كل خمسة مصابين بمرض جريفز يعاني جحوظا في العينين، وهي حالة مرضية تجعل العينين بارزتين ومحمرتين ومتورمتين وتسيلان دمعا، ولا يحدث جحوظ العينين إلا لدى مرضى الجريفز فقط.
وأما العلاج فعادة ما يبدأ بالأدوية التي تتحكم في الأعراض مثل الخفقان والأدوية التي تقلل من إفراز هرمون الغدة الدرقية، وتعتمد الجرعة من الدواء على مدى استجابة الغدة للدواء، إلا أنه في حال عدم استجابة الغدة للعلاج بالدواء فإنه يلجأ للعلاج باليود المشع، ويستعمل اليود المشع (I131) في علاج تضخم الغدة لجميع الأعمار.

وهناك احتمال أن يصاب من 6 ـ 10% من المرضى الذين يعالجون باليود المشع (I131) بنقص إفراز هرمون الغدة الدرقية في المستقبل، بسبب عدم قدرة خلايا الغدة الدرقية على الانقسام من جديد، مما يؤدي إلى إصابتهم بنقص الثايرويد، مما يتطلب معالجة المريض في هذه الحالة بعلاجات نقص الثايرويد.

وطبعا هناك العلاج الجراحي وهو حل نهائي مثل اليود المشع، ويتم في الجراحة إزالة - جزء من أو كل - الغدة الدرقية عن طريق الجراحة، وفي الجراحة يبقي الجراح على 8/1 من الغدة، ويعتبر هذا الجزء كافيا لإنتاج الهورمون الدرقي اللازم للجسم.

وأما موضوع الضغط فيمكن معالجته بالأدوية ولا يؤثر كثيرا على خيار العلاج.

نسأل الله أن يكتب الشفاء لوالدتك ولجميع مرضى المسلمين، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات