السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب نشأت على طاعة الله والحمد له والشكر، حتى أني حفظت القران كاملا وكان عمري 19 سنة، وأعدت قراءته مرتين من بعدها عن ظهر قلب، ولم أترك دروس العلم بعدها، إلى أن أتاني صديق لي تعرفت عليه في المسجد وأخذ يحدثني عن تجربته في طريق الرذيلة، وبات يشرح لي كيف كان يجامع النساء شرحا دقيقا مما أثار غريزتي، وأصبحت أتكلم مع الفتيات على النت، وأستمع إلى الأغاني، ومن شدة الغريزة كدت في إحدى المرات أغتصب فتاة في الـ8 من العمر، وأنا الآن أنظر إلى الفتيات بالشارع وأرى مفاتنهن، ولا أدري ما أفعل؟!
حاولت أن أترك الشات ولكن لم أفلح، وهناك فتاة على الشات تبادلني الحب، وعرضت عليها الزواج ولكن لم تجبني، وأنا الآن لا أدري ما أفعل، حتى أني أفكر بالمحارم، والعياذ بالله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنحن ننصح التائبين أن لا يقولوا إلا خيرا، وأن لا يذكروا أيام الفسق والجهالة إلا ليجددوا توبتهم ويغيظوا عدوهم، ولا يكون ذلك أمام الناس؛ لأن في ذلك إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا، والله سبحانه توعد من يفعل ذلك فقال: (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ))[النور:19] فكيف بمن يمارس الفاحشة، فاطلب من صديقك أن يكف عن ذكر مغامراته للناس؛ لأن ذلك يقدح في توبته، خاصة إذا ذكر ذلك على سبيل الافتخار والتذكار، فإن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان عن المعصية ويظل قلبه متعلق بها متشوق لأيامها وذكرياتها الآثمة.
وأرجو أن تعلموا أنه ليس من مصلحته ولا من مصلحتكم الاستماع لذلك الفحش.
وأرجو أن تعلم أنك مطالب بغض بصرك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ))[النور:30] والنتيجة (( ويحفظوا فروجهم ))[النور:30] والثمرة (( ذلك أزكى لهم ))[النور:30] والتخويف (( إن الله خبير بما يصنعون ))[النور:30] واعلم أن الأمر كما قال الشاعر:
كل الحوادث مبدأها من النظر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في نفس صاحبها **** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
يسر مقلته ما ضر مهجته **** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
والنظر سهم مسموم من سهام إبليس، والسهم المسموم يضر البدن، ولذلك النظر الحرام يضر القلب ويذهب بخشوعه ويحرمه لذة العبادة وحلاوة الطاعة، فلا تتماد في السير على طريق الهاوية، وإياك والدخول على النساء أو الخلوة بهن، فإن الشيطان هو الثالث، واعلم أن المسلم يحافظ على عرضه بمحافظته على أعراض الآخرين، وتذكر أن فاحشة الزنا تعتبر من أكبر الكبائر، وهي قرينة الشرك وقتل النفس والعياذ بالله، واعلم أن هذه الفاحشة تجلب النكد والفقر وتقصر الآجال وتدنس طهارة الرجال، وتذهب برونق الحياة، وتحطم الآمال، وهي قبل ذلك سبب لغضب وانتقام الكبير المتعال.
ونحن ننصحك باللجوء إلى الله، والبعد عن أمكان النساء، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، كما أرجو أن تصادق الأخيار، وتكثر من الاستغفار والصلاة على رسولنا المختار .
وابتعد عن "شيطان نت" كما يحلو لبعضهم أن يسميه، فإنه مليء بالفاسقين والفاسقات، وكيف تصدق من خانت أهلها وعصت ربها؟! ومتى كانت بنات الهوى مؤتمنات على الأعراض والأجيال؟! فعد إلى رشدك وابتعد عن مواقع الفحش، واجعل الجهاز والتلفاز في الأماكن المفتوحة، وراقب الله في سرك وعلانيتك، وتذكر أنه سبحانه يمهل ولا يهمل، ونسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك وأن يلهمك رشدك .
والله ولي الهداية والتوفيق.