السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي ابن يبلغ من العمر 14 سنة، وهو متعلق بمشاهدة ومتابعة الكرة بشكل عجيب، وأنتم تعلمون أن جميع المباريات تنقل حصريا على قنوات خاصة، وأنا لا أحبذ إدخالها منزلي، كما أني لا ولن أستطيع مراقبتها لو أدخلتها، وهو يهدد بالذهاب إلى المقاهي لمشاهدة المباريات، علما بأن له مكافأة مدرسية. فكيف أتعامل معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو عبد العزيز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الرياضة تنفع صاحبها إذا مارسها بنفسه فجرى وقفز وحرك أطرافه، شريطة أن يكون ذلك بقدر مناسب بحيث لا تضيع الواجبات الأخرى كالصلاة وبر الوالدين، فإن تسببت الرياضة أو غيرها في إضاعة الصلاة كانت حراما ووبالا على أهلها، ومن الضروري أن يدرك الجميع أن الرياضة وسيلة وليست غاية، وإنما ثمرتها المرجوة ينبغي أن تكون نشاطا في العبادة وجدية في العمل وحماسا في البناء والتعمير، ومن الضروري كذلك أن ينضبط اللاعبون في زيهم وألفاظهم وممارستهم.
وأما الذين يريدون أن يستمتعوا بالمشاهدة فقط فإن الأضرار قد تكون أكثر من الفوائد؛ لما يجلبه ذلك من توترات وأزمات وعداوة وبغضاء وعصبية حمقاء تخرج أصحابها من طريق العقلاء.
ونحن نفضل إيجاد البديل المناسب قبل منعه، والحرص على محاورته، والوصول إلى الموجهين في المدرسة حتى يشاركوك في التوجيه، وإذا كان هناك من يشجع الرياضة فسوف تجد من يحسنون إدارة مواهب الشباب، وهذا العمر لا تفيد فيه القضية الجديدة ولكن ينفع فيه الحوار والإقناع، وإذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، وحتى مدرس الرياضة ينبغي أن تشعره بالوضع لأن التوجيه منه سوف يكون أنسب، وقد شاهدنا بعض أساتذة الرياضة والمدربين يحافظون على الصلاة ويتلون كتاب الله ويقومون بواجباتهم ودورهم في الحياة.
ولست أدري ما مستوى هذا الولد الأكاديمي، وكيف مستوى انتظامه في الصلاة؟
وأرجو أن تعاونك الوالدة والمدرسة، ولابد من وضع الأمر في إطاره المعقول والمقبول شرعا، وعليك بالدعاء له فإن دعوة الوالد أقرب للإجابة.
وإذا وصل الوضع إلى الاستجابة له فإن وجود القنوات الرياضية أفضل من الذهاب للمقاهي التي يحتشد بها من هب ودب، وأرجو أن يشعر بشخصيته وبحاجة المنزل إليه، وفكروا في إيجاد البدائل المناسبة.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، واعلموا أن الإنسان يرى آثار طاعته لله في ولده وبيته وأهله، ونسأل الله أن يصلح لكم النية والذرية.
وبالله التوفيق.