السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أخطأت كثيرا جدا في حق أناس أعزهم وأناس لا أعرفهم، وأريد التوبة والمغفرة من الله عز وجل، فهل الله يتحمل عني ذنوبي في حق إنسان يوم القيامة؟ وكيف ذلك؟ وما هو السبيل لذلك؟!
وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أخطأت كثيرا جدا في حق أناس أعزهم وأناس لا أعرفهم، وأريد التوبة والمغفرة من الله عز وجل، فهل الله يتحمل عني ذنوبي في حق إنسان يوم القيامة؟ وكيف ذلك؟ وما هو السبيل لذلك؟!
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ التلميذ باشا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، ورحمة الله واسعة، وإذا رضي الله عن عبده غفر له واسترضى له خصومه، والمهم في الأمر هو التعجيل بالتوبة، فإن الإنسان لا يدري ماذا يحصل له، وقد تنخرم به أيام العمر، كما أن باب التوبة قد يغلق إذا وصل الإنسان إلى لحظات الغرغرة أو طلعت الشمس من مغربها، وذلك أوان لا ينفع فيه نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وقد أسعدني إحساسك بالخطأ وهذه خطوة مهمة، وهي دليل على أنك على خير، وأرجو أن تسارع، وأبشر فإن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعا.
وإذا صدق الإنسان في توبته وأخلص في أوبته (( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ))[الفرقان:70]، ولا يخفى على أمثالك أن للتوبة شروطا منها ما يلي:-
1- الندم على ما فات.
2- العزم على عدم العود.
3-الإقلاع عن الذنب.
فإذا كان في الذنب حقوق للعباد أضيف شرط آخر وهو رد الحقوق إلى أصحابها أو طلب العفو منهم إن كانوا معروفين ولم يكن في ذلك إحراج أو حصول مفاسد أكبر، وإذا تعذر رد الحقوق فإن العاقل يستغفر عن ظلمهم ويجتهد في الحسنات الماحية: (( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ))[هود:114]، وإذا فعل الإنسان ذلك فإن التوبة تجب ما قبلها -أي تمحو ما قبلها - والله جل وعلا يرضي المظلوم بما يجعله وافي الحق، فإن فضل الله واسع عميم، فالظالم إذا تاب صادقا فقد أتى بالقدر الواجب عليه إذا بذل وسعه في رد المظالم لأهلها، فإن عجز لم يلزمه أكثر من التوبة الصادقة ويجتهد في الدعاء للمظلوم والاستغفار له.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الإقبال على الله، وإياك والتسويف والتأخير، فإن سوف من جند إبليس.
وأرجو أن يكون حالك بعد التوبة أفضل، وأن تجتهد في تغيير بيئة الشر ورفقة السوء، وتخلص من كل ما يذكرك بأيام الجهالات، وإذا ذكرك الشيطان بالخطايا فجدد التوبة والعودة لرب البرايا، وإياك واليأس فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الخاسرون الكافرون.
وأرجو في الختام أن أعبر لك عن سعادتنا برسالتك، وفرحنا برغبتك في التصحيح، وأنت ولله الحمد في شهر التوبة والغفران، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك وردد بلسان أهل الإيمان: (( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ))[آل عمران:147].
وبالله التوفيق والسداد.