هل الشهادة والمؤهل معيار في زواج الفتاة؟

0 253

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أعرف بماذا يقاس الإنسان في مجتمعنا الآن، هل بالشهادة كما الناس ينظرون؟

أنا أبلغ من العمر 22 حاصلة على دبلوم تجارة، ولكن أخجل كل الخجل عندما يأتي شخص ويسألني عن مؤهلي رغم أني أعمل عملا جيدا مثل باقي زملائي، ولكن أحس بالنقص داخلي.

وهل لم يأت لي عريس لأن مؤهلي متوسط كما ينظر إلي الناس؟ وهل الناس ينظرون إلى الشهادات؟ فهل أذهب وأكمل تعليمي أم أقعد كما أنا؟ أنا حائرة في أمري فكم أتمنى أن يأتي لي رجل صالح يقربني إلى الله ولم أحلم برجل يأتي بشيء كبير.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م. م .م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لن تستفيدي من صاحب الشهادات والمؤهلات إلا إذا كان ممن يخاف رب الأرض والسموات، ولن تنتفعي من صاحب العمارات إلا إذا كان مواظبا على الصلوات، ولن تسعدي مع صاحب النسب والحسب إلا إذا سلك سبيل أهل الهداية والرشد، ولن تغني عنك الدراسات والشهادات إذا كنت خالية من الآداب والمكرمات، ولن يفيدك جمال المظهر إذا لم تكون طاهرة المخبر وقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس

وأرجو أن يعلم الجميع أن أبا لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان جميل الوجه؛ ولذلك لقب بأبي لهب، وكان صاحب ثروة وأموال جعلته من كثرتها يهاب المعارك ويركن إلى الدنيا والترف، وكان في أعلى درجات الشرف، فهو عم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كفر بالله لم يغن عنه ذلك كله، وقد أحسن من قال:
لقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك الشريف أبا لهب

ولذلك جعل الإسلام مقياس التفاضل هو التقوى والعمل الصالح فقال سبحانه: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))[الحجرات:13]، وقال صلى الله عليه وسلم: (الناس لآدم وآدم خلق من تراب، لينتهين أقوام عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) وقد قال علي رضي الله عنه:
ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلمي أن قيمتك ترفع بإيمانك وحجابك وحيائك، وحافظي على سمعتك ووقارك فإن الفتاة كالثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس، فكوني واثقة بربك وترجمي ذلك إلى يقين وثبات.

ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح.

مواد ذات صلة

الاستشارات