السؤال
السلام عليكم.
حفظت عشرة أجزاء من القرآن الكريم في إجازة الصيف، ومع بدء الدراسة توقفت عن الحفظ وكان ذلك من سنتين، والآن أنسيت كل ما كنت أحفظه وأريد أن أسترجعه وأحس أن الوقت لا يكفي للدراسة وللحفظ والمراجعة.
مع العلم بأني لا أجد مجموعة مشجعة أحفظ معها، وهذا يقلل من عزيمتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ ي م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن القرآن أشد تفلتا من الإبل في عقلها، وهو كتاب عزيز وغال إذا أعطاه الإنسان كل وقته أعطاه القرآن بعضا، أما إذا ترك مراجعته فإن القرآن يتفلت من المقصرين والمقصرات.
وقد أسعدني شعورك بذلك واهتمامك بمراجعة الحفظ، فإن هذا الإحساس هو الخطوة الأولى والأهم في تدارك ما فات من الخير، وأرجو أن يعلم الجميع أن القرآن يعين أهله على النجاح والخير، ومن الذي أقبل على كتاب الله جل وعلا ولم ينال الحظ الأوفى من التوفيق والسعادة والنجاح، ولا أظن أن المسألة تحتاج لأكثر من تنظيم الأوقات، وقد رأينا كثيرا من المتفوقين في دراستهم ينطلقون من التفوق في حفظ كتاب الله جل وعلا إلى نجاحات كبيرة، بل إن الإنسان يستطيع أن يقول أن أنجح المهندسين هم من كانت بدايتهم بكتاب الله جل وعلا، وأحسن الأطباء من كانت لهم صلة بكلام الله جل وعلا، وأفصح الشعراء والأدباء من كان أساسهم من حفظ القرآن، وهكذا في شتى المجالات، ولا عجب فإن القرآن يرفع أهله إلى المقدمة، ويعلي شأنهم في الدنيا والآخرة، والله تبارك وتعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين.
وأحسب أنك وضعت يدك على موطن الخلل بقولك لا أجد رفقة تعينني، وأرجو أن تعلمي أن المرء حيث يضع نفسه وأن المرء على دين خليله، فابحثي عن الصالحات المجتهدات وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله جل وعلا، واعلمي أن الخطيئة تنسي العلم، فابتعدي عن كل ما يغضب الله جل وعلا، وتذكري ما قاله الشاعر الحكيم:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي **** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخــبرني بـأن العلم نـور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
وفي الختام نشكر لك هذا الاهتمام الذي دفعك للسؤال، ونسأل الله جل وعلا أن يصلح لك الأحوال، وأن يوفقك لما فيه الخير في العاجلة والمآل.
وبالله التوفيق والسداد.