السؤال
هل يجوز للخاطب أن يرى خطيبته؟ وإن كان هل يجوز رؤيتها قبل الخطوبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم وجه من أراد خطبة امرأة إلى أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، ولكن الأفضل أن يرسل الإنسان أخته أو أمه أو إحدى محارمه ينظر ثم تصف له، فإن وجد شيئا مناسبا، حاول أن تكمل ذلك بأن ينظر بنفسه، والنظر يتم بطريقين الأولى تكون بأن ينظر إليها في غفلة منها وهذا ممكن أن يكون قبل خطبتها كما قال الصحابي فكنت أتخبأ لها حتى رأى ما دعاه لنكاحها.
والطريقة الثانية أن ينظر إليها في حضور محرم من محارمها، وقد درج بعض العلماء والفضلاء على أن يمكنوا الخاطب من رؤية الفتاة بطريقة تحقق المطلوب وتدفع الحرج، وذلك بأن يطلب منها أن تأتيه بالقهوة دون أن يعلمها أن معه رجل أجنبي فإذا جاءت ورآها وارتاح إليها تقدم خطوات في مشروع الزواج ويمكن أن يستدل لذلك بما فعله علي رضي الله عنه مع ابنته أم كلثوم حين خطبها عمر رضي الله عنه فأرسلها له بثوب، فلما تأكد من مناسبة سنها للزواج تزوجها.
ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي تأمرنا بغض البصر، وتشدد في ذلك ولكن إذا عزم الإنسان على الزواج أباحت له أن ينظر بل ندب له الشارع أن ينظر، ومن حقه أن يكرر النظر، ويمكن من ذلك إذا علمنا منه الصدق، ومن حق الفتاة أن تنظر إلى من يتقدم لخطبتها.
ونحن ننصحك بعدم الاستعجال في مسألة الخطبة، وحبذا لو بدأت بمشاورة والديك بعد أن تتهيأ للزواج بما تستطيع لأن طول فترة الخطوبة له آثاره الخطيرة على مستقبلك العلمي والأسري، فأشغل نفسك بطاعة الله المجيد، ثم بالاجتهاد في دراستك كما أرجو أن تتهيأ لمسئولياتك الأسرية، فإن للزواج ما بعده.
وفقك الله لكل خير.