السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت أن أستشيركم في هذا الأمر، تعرفت على فتاة من أوروبا، ولكونها مسلمة فقد اختارت البحث عن زوج مسلم من بلاد إسلامية، ولكنني أتردد في طلب يدها من أبيها، لأنني لا أعرف عن تقاليد الهنود المسلمين، وأخشى أن يكون هناك عائق يحول دون استمرار حياتنا الزوجية، فهل كوننا من ديانة واحدة يكفي لأن ننجح علاقتنا أم وجب البحث عن فتاة من البلد الذي أقيم فيه رغم صعوبة المهمة؟
أشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يكرمك بزوجة صالحة مطيعة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن قضية الزواج خاصة في الغرب تستحق أن يطلق عليها أم القضايا، لأنها من القضايا الشائكة جدا! والتي تحتاج إلى مزيد من الحيطة والحذر، والنفس الطويل والصبر وعدم العجلة؛ وذلك لأن الحياة في الغرب ألقت بظلالها وتبعاتها على حياة المسلمين بصورة مروعة – إلا من رحمه الله – واكتسب المسلمون كثيرا من العادات والتقاليد من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وهذا ما جعل مسألة اختيار الزوجة الصالحة المناسبة من الأمور الصعبة، خاصة إذا كانت الأسرة قديمة الهجرة لهذه البلاد وتشرب أفرادها الكثير من الحريات التي شاعت وانتشرت في تلك المجتمعات، ولذلك كم أتمنى فعلا ألا تتعجل ولا تأخذ بالظاهر فقط، فكم من أخت محجبة ظاهرا إلا أنها في نفس الوقت غريبة الأخلاق والقيم والمبادئ! وأصبحت مسألة الدين لا تعدو عندها مجرد الالتزام الظاهر، هذا لا ينفي وجود أخريات على قدر طيب من الالتزام الصادق بالإسلام ولكنهم ندرة، وكذلك من التحديات الكبرى اختلاف المنشأة، وأعنى بالمنشأة أن تكون الأسرة محجبة مثلا كالإخوة الهنود أو غيرهم، ولكنها مع الإقامة في هذه البلاد أصحبت كغيرها تحمل أفكار المجتمع الذي تعيش فيه، ولقد أثبتت التجارب أن الأخت غير العربية تحمل صفات غالبا لا تتفق إلا مع أمثالها ومن هم قريبون من عاداتها وتربيتها، بل إن اختلاف المجتمعات العربية رغم عروبتهم تجعل الأمر به بعض الصعوبات كذلك.
لذا أنصح بالبحث عن أخت أخرى من نفس جنسيتك الأصلية أو قريبا منها، حتى ولو استغرق الأمر بعض الوقت، حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه مستقبلا – لا قدر الله – واجتهد في البحث في محيطك القريب منك، فذلك أوفق وأكثر مناسبة لظروفك، ورجائي عدم العجلة، مع عدم التشدد في المواصفات، وإنما خير الأمور أوساطها، وكلما كانت في بيئتك الأصلية أو قريبة منها كانت أوفق إن شاء الله، ولا يفوتك أخي أمين الاستخارة والاستشارة فإن ذلك من أهم عوامل التوفيق ولم يتركها حبيبك صلى الله عليه وسلم وهو مؤيد بالوحي.
والله الموفق.