السؤال
السلام عليكم.
أنا رجل أبلغ من العمر 37 عاما ـ الحمد لله ـ محافظ على الصلوات الخمس وأقوم الليل وأقرأ القرآن، ومع ذلك أشعر بأنني منافق بسبب النظر إلى النساء ولا أستطيع أن أملك نفسي بالنظر حتى تصل الأمور عند الذهاب إلى الصلاة في طريقي أن أنظر إلى النساء.
الرجاء الحار أريد حلا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن إطلاق البصر يجلب الأتعاب والحسرات، ويجلب الذنوب والنكبات، ويضعف قدرة الرجل على أداء وظائفه كزوج، ولا عجب فالنظر سهم مسموم والسهم المسموم يتلف الجسد، كما أن النظر يتلف القلب ويشغله عن الخالق الرب، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر * عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولا شك أن معرفتك بالأضرار بعد خوفك من القهار هو أكبر رادع لك عن فلتات الأبصار، وليت كل من ينظر إلى أعراض الآخرين يدرك أنه يضع عرض أهله في مهب الريح.
وأرجو أن نعلم أن صيانتنا للأعراض تبدأ من محافظتنا على أعراض الآخرين، ولا شك أن العلاج يكون بما يلي:
1- اللجوء إلى من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
2- المسارعة إلى الزواج إذا كنت غير متزوج.
3- الاهتمام بكثرة الصيام ومراقبة من لا يغفل ولا ينام.
4- إدراك آثار النظر المحرم وعواقبه.
5- تذكرك عداوة الشيطان واستخدامه للمرأة في الفتنة والإغراء.
6- مجاهدة النفس وشغلها بالمفيد.
7- القناعة بأن الإنسان لا يمكن أن يتزوج كل النساء.
تذكر أنك تستطيع أن تترك الطعام والشراب لله، فاقصد بغض بصرك وجه الله، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأرجو أن لا تقول: لا أستطيع! إذ الصواب أن يستعين الإنسان بالله، وإذا جربت فستجد حلاوة في قلبك، ولو علم الغافل ما يجده العفيف من لذة لما أطلق بصره.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن نسمع منك وعنك الخير، ونسأل الله أن يغنيك بالحلال عن الحرام، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك.
وبالله التوفيق والسداد.