السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يقع بين يدي شريط يذكر فيه وصف الحور العين أو كتاب، فأسارع إلى التخلص منه، فهل هذا يعتبر من كتم العلم الذي يلجم فاعله بلجام من نار (فأنا أخشى أن يبحث زوجي عن امرأه فيها ولو قليل من وصف الحور العين أو أن يستبشع منظري مع بلاغة الوصف وكثرة تخيلهن).
هل نظر الأب إلى عورة ابنته وهي طفلة أو احتضانها وهي عارية شيء عادي ومألوف؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن المؤمنة الصالحة تكون في الجنة أجمل من الحور العين وأرفع؛ لأنها صلت لله وصامت، وسجدت لله وقامت، وقد قال الله في صالحات النساء: ((إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا * لأصحاب اليمين))[الواقعة:35-38].
أرجو أن تعلمي أن زوجك قد اختارك من بين سائر النساء، فخففي من غيرتك، واحرصي على القيام بواجباتك، وأحسني التعامل مع زوجك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)، والزوج لا يلتفت إلى غير زوجته إلا إذا وجد الصدود والإهمال، فحاولي الاهتمام بمظهرك وعطرك، واعلمي أن الابتسامة هي أجمل ما تقابلي به الزوج، كما أن الشفقة على أطفاله والاهتمام بأهله وأضيافه يجعله مقيدا بإحسانك.
أرجو أن تعلم كل زوجة أن زوجها اختارها، وأن روحه قد توافقت مع روحها، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
أما بالنسبة للسؤال الثاني ورغم أنه لم يتضح لنا عمر الطفلة إلا أن الوالد لا يتهم، ومع ذلك فالصواب أن نعود أطفالنا على ستر عوراتهم عن كل الناس، وأن نحرص على تغطية ما ينكشف من أجسادهم حتى يعتادوا الحشمة والحياء، وليس من المصلحة النظر إلى عوراتهم؛ لأن ذلك يلفت أنظارهم، كما أنه ما ينبغي اللمس، ووضع أيدينا في مواطن عوراتهم؛ لأن الدراسات تثبت أن مثل تلك الممارسات لها علاقة بصورة وأنماط الانحرافات التي تحصل بعد ذلك، وقد جعلت الشريعة مس عورة الطفل ناقض للوضوء.
أرجو أن تحرصوا على أن تكون ابنتكم في زي معقول، فإنه لا مصلحة في انكشاف عورتها حتى لو لم يرها أحد من الناس.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والحرص على طاعته وأرجو أن تقتربي من زوجك.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.