السؤال
السلام عليكم.
فضيلة الشيخ! لو أحصيت الاستشارات التي كتبتها لك تجد أني بعثت لك كثيرا عن هذا الموضوع، وهو النظر إلى النساء، لا أستطيع التخلص منه إطلاقا، وأعتقد أني لو حاولت فلن أستطيع؛ لأني تعودت على ذلك منذ مدة، وبصراحة أنا أكتب هذه الرسالة وأنا يائس من عودتي إلى غض البصر!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدلله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرجو أن تعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى أعراض الناس، وأن ذلك لن يجلب لك إلا مزيدا من الحسرات والآهات.
ولا يخفى على أمثالك أن هذه المخالفة لها آثار خطيرة، وسوف تكون سببا لحرمانك من لذة الحلال مستقبلا، كما أن إدمان النظر سبب للبرود الجنسي؛ لأن لذة العاصي تصبح في مجرد النظر، والشيطان يلعب، فيزين له كل امرأة حتى ولو كانت قبيحة، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر * عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والنظر سهم مسموم، والسهم المسموم يفسد البدن، كما أن النظر يفسد القلب، وإطلاق البصر من أمضى وأقوى أسلحة الشيطان، فاتق الله في نفسك، ولا تعلن عجزك فأنت مسلم يترك طعامه وشرابه لله في رمضان، وأرجو أن تستمع إلى إجابة إبراهيم بن أدهم لشاب قال له: لا أستطيع أن أترك الذنب، فقال له: (إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، فقال الشاب: ومن أين آكل الرزق والرزق كله من الله؟ ثم قال له: إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، فقال الشاب: وأين أذهب والأرض كلها لله؟ فقال له: أذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه، فقال الشاب: وكيف ذلك والله لا تخفى عليه خافية؟ فقال له: أما تستحي من الله تعصيه وأنت تسكن في أرضه وتأكل من رزقه، وتعصيه وهو يراك؟ فتاب الشاب وحسنت توبته)، فعجل بالتوبة وارجع إلى الله قبل أن يدركك الأجل.
ولا يخفى عليك أن إطلاق البصر في النساء يقلل التركيز في الدراسة، ويذهب النوم، ويجلب الأتعاب، ويضع عرض الإنسان في مهب الريح؛ لأن الجزاء من جنس العمل، والمسلم يبدأ في صيانة عرضه بمحافظته على أعراض الآخرين.
ومما يعينك على ترك هذه الخطيئة ما يلي:
1- اللجوء إلى الله بصدق.
2- البعد عن مواطن النساء.
3- إدراك اللذة والحلاوة التي يجدها من يغض بصره.
4- إدراك خطورة إطلاق البصر في الدنيا والآخرة.
5- تربية النفس على مراقبة من يعلم خائنة الأعين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بتذكر هادم اللذات، ونسأل الله أن يلهمك رشدك والسداد.