إعادة المحاولة لخطبة فتاة سبق رفضها

0 279

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 عاما، وأشعر بالحاجة إلى الزواج، ورغم أنني أعرف بعض الفتيات العفيفات لكنني لا أجد الرغبة الكافية في الزواج بهن، وقد خطبت فتاة في السنة الماضية لكنها رفضت الزواج مني، ولا أجد في نفسي ميولا إلا لها مع أني لا أشعر بحبها، فهل أعيد خطبتها أم أتقدم لفتاة أخرى رغم عدم ميولي لها؟!

وأرجو أن توضحوا لي فلسفة الزواج وأن تدعوا لي بأن يرزقني ربي الزوجة الصالحة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تتزوج إلا من العفيفات الطاهرات، واعلم أن الحب يأتي مع الوقت، فإذا وجدت فتاة صاحبة دين ووجدت في نفسك ارتياحا لمنظرها وشكلها وأهلها فاطرق بابها، واعلم أنك تستطيع أن تعرف عنها الكثير بواسطة أخواتك فلا تتردد في التقدم لها، واعلم بأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ولا مانع من تكرار طرق باب أهلها، وأرجو أن يذهب معك بعض أهلك كالوالد أو الوالدة أو العمة أو الخال، فإن ذلك يعطي الموضوع أبعادا جديدة، فقد يكون أهل الفتاة يرغبون في المزيد من التعارف بأسرتكم، وإذا لم يوافقوا فالنساء غيرها كثير، وعليك أن تستخير وتستشير وتتوجه إلى الخالق القدير.

ونحن في الحقيقة ننصح كل شاب يريد أن يخطب فتاة أن ينظر في دينها وأخلاقها ثم يسأل عن أحوال أسرتها من حيث رعاية الضوابط الشرعية ومن ناحية الاستقرار ثم ينظر في أخلاق إخوانها وأخوالها، فإن الأبناء في الغالب يتأثرون بهم ويأخذون من صفاتهم، ويفضل أن يشرك والديه منذ البداية، ويطلب من أخواته زيارة تلك الأسرة للتعرف على أخلاق النساء، ومن حقه أن يسأل الجيران والمعارف، كما أن من حق أسرة الفتاة أن يسألوا عن الشاب في المسجد المجاور وفي مكان العمل ويتأكدوا من قدرة الشاب على تحمل المسئوليات ويتعرفوا على حضوره الاجتماعي ومشاركته في الحياة العامة وعلاقته بوالديه وأرحامه.

وأرجو أن يتذكر الجميع أن الكمال محال، ولكن إذا وجد العفاف ووجد الدين فإن الأمر كما قال الشاعر:
وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بضرورة التركيز على الإيجابيات وتضخيمها والبناء عليها، والتجاوز عن السلبيات، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ولا يخفى على أمثالك أنه لا يوجد إنسان بدون عيوب رجلا كان أو امرأة، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات