كيفية تفادي مساوئ الاختلاط في الجامعة

0 534

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب مقبل على شهادة الباكالوريا، وتكمن المشكلة في الانتقال إلى الجامعة، وأنتم تعرفون كمية الفتن هناك، فكم من شاب كنت أراه في المسجد يوميا لكن بعد الجامعة انقلب إلى محب للغناء والنساء! فبدأت أخاف من هذا الأمر، فأنا أصلي ومواظب على الأذكار وتلاوة القرآن ولله الحمد، فهل من حلول أو نصائح تمنع وقوعي في الفتن في هذا العصر الذي لا يرحم؟!

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد النور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يكتب لك النجاح والتوفيق، وأن يجعل هذه السنة مسك ختام بالنسبة لمرحلة دراستك الثانوية، وأن يوفقك لدخول الجامعة في تخصص مفيد ونافع للمسلمين، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني كما دعوت لك سابقا أكرر دعائي لك بالتوفيق وأن تكون طالبا متميزا، وكم أتمنى أن تضع نصب عينيك أن تكون من أوائل الطلبة في المرحلة الثانوية؛ لأن الذي يكون في المرحلة الأولى ليس بأفضل منك، وإنما كل ما هناك أنه أحسن استغلال الوقت ورتب وقته بدقة ورتب المذاكرة وجعلها له عادة، وكان يقرأ درسه قبل أن يدخل إلى صفه، ففتح الله عليه وفتح له وفتح به، فاجعل نصب عينيك أن تكون متميزا في المرحلة الثانوية هذه، وأن تأتي بمجموع كبير مرتفع حتى تثبت للناس أن أبناء الإسلام قادرون على أن يكونوا من المتميزين في أي وقت شاءوا وفي أي مكان أرادوا.

وأما بخصوص انتقالك إلى الجامعة فاعلم أن هذه ليست قاعدة، فكون بعض الشباب كنت تراه في المسجد يوميا، ولكنه انقلب رأسا على عقب، هذه إرادة الله تبارك وتعالى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالله جل وعلا هو الذي يتحكم في القلوب وهو الذي يثبت العبد على الدين أو الذي يصرفه عنه، ولذلك أنت مطالب أن تحسن الظن بالله تعالى، وأن لا تشغل بالك بهذه المسألة، خاصة وأنك لم تدخل الجامعة إلى الآن حتى وإن كنت على أبوابها، وعندما يكرمك الله تبارك وتعالى وتدخل الجامعة فإنك رجل صالح تحب الله ورسوله، ولا يلزم أن يصيبك الانحراف كما أصاب هذا الشاب؛ لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولا يلزم من انحراف شخص ما أن ينحرف الكل، فكل له ظروفه الخاصة به، فلا تشغل بالك بهذا الأخ الذي قد انتكس بعد أن كان سويا مستقيما.

وأنصحك بالبحث عن الصحبة الصالحة في داخل الجامعة، فاربط نفسك بالصحبة الصالحة حتى تعان على الطاعة، واجتهد في الأعمال الاجتماعية في الجامعة حتى تستغل أوقات فراغك في شيء نافع، واجعل لك وردا من القرآن يوميا تحفظه ولو بمقدار آية، واجتهد أن لا تتواجد في الأماكن التي تكثر فيها الفتيات، واحرص أن تبتعد عنهن أثناء الجلوس في المحاضرات، وأعلم أنك قادر على أن تكون متميزا، فأتمنى أن تري الله من نفسك خيرا، وأن تعلم أن الله لا يضيع عمل عامل وأنه لا يضيع أهله.

نسأل الله لك النجاح في الثانوية العامة والتوفيق والسداد، وأن تكون متميزا في الجامعة، لعل الله أن يجعلك أستإذن بها فتنفع الإسلام والمسلمين.

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات