غيرة الزوجة من الأم وكيفية التعامل معها

0 457

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب متزوج من ابنة خالي، وعمرها 17 عاما، وأسكن مع أهلي بسبب غلاء المعيشة، ومشكلتي أن زوجتي تسبني بجميع أنواع السباب وتطلب مني الطلاق دون سبب! وتطلب مني أن لا أكلم والدتي ولا أجلس معها رغم أن أمي عمتها، وهي الآن حامل في الشهر السادس، ولا زلت صابرا عليها، فما نصيحتكم لي ولها؟ وهل هذه مشكلة نفسية بسبب الحمل؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح لك زوجتك وأن يعينها على أن تكرم بالصحة والعافية حتى تنجب ولدا جميلا مباركا، وأن يشرح صدرها للتخلص من تلك الآفة التي تعاني منها، وأن يصلح حالها مع أمك وأن يجعلها عونا لك على بر أمك والإحسان إليها.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الظاهر أن زوجتك قليلة الخبرة في الحياة الزوجية وضوابطها ومتطلباتها، ولذلك فهي تظن نفسها بأنها ما زالت طفلة فتتدلل عليك وتطلب منك أشياء ليست بمنطقية ولا معقولة ولا مقبولة، وهذا يدل على قلة خبرتها، ولعلها أيضا متأثرة بفترة الحمل، وقد يصدر منها بعض التصرفات أو الرغبات نتيجة هذا الحمل، خاصة وأنه الحمل الأول وهي مشغولة به، ولذلك يصعب علينا أن نحكم عليها حكما دقيقا في هذه المرحلة؛ لأن كثيرا من النساء يتأثرن جدا في مرحلة الحمل، إذ أن المرأة قد تفقد كثيرا من وزنها وتفقد شهيتها للطعام، بل وقد تشتهي أشياء لا تؤكل أو أشياء مكلفة أو أشياء نادرة مما يضطر زوجها أن يأتي بها إن استطاع أو أن تكون هناك شبه مشكلة نتيجة عدم قدرته على تلبية ما أرادت.

فغيرتها إما بسبب الحمل ومشاكله أو بسبب قلة خبرتها؛ لأن المرأة تغار على زوجها من زوجة أخيه أو من جارة لهما أو غير ذلك، والمهم أنها تغار عليه من غير المحارم، وأما الغيرة من المحارم خاصة الأم فهذا يدل على نفسية غير مستقرة ولا طبيعية؛ لأنه يصعب أن يفكر أحد في الدنيا كلها أن ينال من أمه شيئا؛ لأن هذا أمر حرمه الله تعالى، فلا تستمع لكلامها ولا تتأثر به وواصل إكرامك لأمك، وبين لزوجتك أن رضا الله من رضا الوالدين وسخط الله من سخطهما، وأن هذه الحالة التي تعاني منها ليست طبيعية، واطلب منها أن تسأل غيرك لعلها تشك في أنك تدلي إليها بمعلومات ليست بدقيقة أو صحيحة لأنك تريد مجاملة أمك، واطلب منها أن تسأل أي امرأة عاقلة هل هي تغار من أم زوجها أم لا؟ وقطعا لن تجد أحدا يخبرها بذلك، وبذلك ستحل هذه المشكلة.

وأما كونها تسبك بأنواع السباب فهذا لا يليق ولا ينبغي؛ لأن المرأة المحترمة الفاضلة لا تسب زوجها ولا غيره، بل إن المسلم الصادق ليس بسباب ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، فسبها لك خطأ كبير وجرم عظيم ينبغي عليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى منه وأن تقلع عن هذه العادة السيئة لأنها بذلك تعرض نفسها لغضب الله وعقابه.

وأما عن طلبها للطلاق فلا يجوز لها ذلك أيضا؛ لأن المرأة التي تطلب الطلاق بغير عذر من زوجها فجنة ربنا عليها حرام، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وعدها بالعذاب الأليم لأنها تطلب شيئا ليس له من مبرر وليس له من داع، وأتصور أن تلك التصرفات وهذه الطلبات لعلها ناشئة إما عن قلة خبرتها بالحياة الزوجية وإما أنها متأثرة بالحمل، ولذلك تتصرف هذه التصرفات الغير معقولة.

ولذلك فإنني أقول لها: (ابنتي الكريمة، اعلمي أن هذه التصرفات ليست مقبولة وليست صحيحة، وأنت بذلك تخالفين شرع الله رغم أنك إنسانة فاضلة، فاستغفري الله وتوبي إليه، ولا تخبري الناس بأنك تغارين على زوجك من أمه؛ لأن هذا لا يفعله أحد من الأسوياء، وأنت سيدة فاضلة عاقلة، ولكن من شدة حبك لزوجك وقعت في هذا الشيء غير المعقول، ولذلك أسأل الله لك التوفيق والتوقف عن هذا الطلب الغير معقول.

وأما سبك لزوجك فلا يليق بك، وعليك أن تستغفري الله وتتوبي إليه، وطلبك للطلاق ليس معقولا ولا مبررا، فأيما امرأة طلبت طلاقها من زوجها لغير عذر فالجنة عليها حرام، أسأل الله لك التوفيق وأتمنى لك الهداية والسعادة مع زوجك وأن يمن عليكما بذرية صالحة طيبة مباركة).
والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات