السؤال
ابني يبلغ من العمر 16عاما، اكتشفت بالصدفة منذ ثلاث سنوات أنه أخذ مبلغا من المال بدون علمنا لشراء شيء خاص به، وعندما واجهته أنكر أولا ثم اعترف تحت الضغط ونهره والده وعاقبه بالضرب المبرح والخصام، ثم تكرر هذا الموقف مرة أخرى بعد عام وأيضا عاقبناه بالضرب تارة والحديث الودي تارة، والخصام أيضا واليوم تكرر للمرة الثالثة. عمره الآن 16 عاما، وأكيد لن يجدي معه العقاب البدني.
علما أني أناقشه وأتحاور معه دائما وفي كل المواقف بأن الله يرانا في كل أحوالنا، ولابد من تقوى الله وخشيته في كل صغيرة وكبيرة وأنا أقرأ القرآن باستمرار في المنزل وأحفظ والحمد لله ما يقرب من نصفه وأعمل تطوعا في مسجد قريب من منزلنا في تحفيظ القرآن للأطفال.
وولده يصلي بانتظام في المنزل وبار جدا بوالدته، ولكن ابني متمرد جدا ويرى أنه لامانع من السرقة والرشوة والغش في الامتحان طالما أن معظم الناس هكذا.
أخشى أن أكون قد فشلت في تربيته، لا أدرى ما هي الطريقة الصحيحة لتوجيهه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن هذه السن تحتاج إلى تعامل خاص يقوم على الحوار الهادئ ومن الضروري أن يكون المنهج موحدا بحيث يكون هناك تنسيق تام بين والده وبينك، وأرجو أن تشجعوه على التواصل مع الموقع فإن ذلك سوف يكسبه الثقة في نفسه كما أرجو أن لا تحرموه من الأشياء التي يحتاجها أمثاله، وإذا طلب شيئا مخالفا للشرع فلا تمنعوه إلا بعد محاورته، ورغم أنه قد يقتنع وقد لا تحصل القناعة لكن المحاورة تخفف عليه، وقد أحسن من قال: (إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع) وقد ظهر لنا أن أخطاءه تقوم على قناعات.
ولذلك لا بد من محاورته لإزالة تك الشبهات، إذ ليس أخذ الآخرين للرشوة مبررا لمحاكاتهم، وعليكم أن تشجعوه على إبراز شخصيته، فإن المسلم لا يكون إمعة بقوله: أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن المؤمن له شخصية فهو يوطن نفسه إن أحسن الناس أحسن، وليس لأجل إحسانهم ولكن لأن الله أمر بالإحسان، وإن أساءوا تجنب إساءتهم؛ لأنها تغضب الله، ولست أدري ما هي الأشياء التي يسرق من أجل شرائها؟ ولماذا لا توفرون له تلك الاحتياجات؟ وهل كان في صغره يعاني من الحرمان؟
وكم تمنيت أن لا تضربوه؛ لأن ذلك قد يدفعه لمزيد من العناد والمكابرة، مع ضرورة نسيان ما حصل منه في المرات السابقة، وأرجو أن لا يواجه إساءة أو توبيخا خاصة في حضور إخوانه، وأرجو أن تتعرفوا على أصدقائه، وحاولوا الاقتراب منه وملاطفته، ومن المهم اتخاذ أسلوب حواري إقناعي هادئ لأن الاضطراب في أساليب العلاج له آثار سلبية.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وعليك بالدعاء له، فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة.
ونسأل الله له الهداية.