المقارنة بين وجود الأسرة مع ربها في بلاد الغربة وبين إقامتها بعيداً عنه

0 385

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعمل معلما في بلد عربي، وقد تركت زوجتي وأبنائي الثلاثة - 8 و4 و2 سنوات - في بلدي، وذلك لتحسين ظروف معيشتنا وعمل شقة مناسبة تجمعنا، وبعد عام من تجربة الغربة أجد نفسي متحيرا لأن تكلفة الاستقدام والسكن وغلاء المعيشة تلتهم ما يمكن تدبيره لعمل الشقة في بلدي، وتركهم يقتضي جلوسي وحيدا وتفريق شمل الأسرة وتعب لي في الغربة ومشقة للزوجة في تحمل مسئولية التربية وحدها، فما نصيحتكم؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aboroaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم أتمنى أن أعرف طبيعة المنطقة التي يعيشون فيها من حيث الاحتكام لآداب هذا الدين وقواعده، وماذا عن درجة التفاهم بينك وبين زوجتك؟ وهل هي موافقة على الأهداف المذكورة أعلاه؟ وإلى أي مدى يمكن أن تصبر وتصمد؟ ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل الخير والتوفيق والسعادة.

ولا يخفى على أمثالك أن الحياة تحتاج إلى تضحيات كبيرة من الزوج والزوجة، خاصة بعد مجيء الأبناء الذين يحتاجون إلى سكن وملبس ومطعم وتعليم، والقيام بهذه الواجبات جزء أساسي من رسالة الآباء والأمهات، وهو سبب كبير من أسباب سعادتهم، ومن هنا فنحن نقترح عليك اتباع الخطوات التالية:

1. اللجوء إلى الله تعالى والتوجه إليه والاستخارة التي هي طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

2. سؤال الزوجة عن رأيها ومناقشتها في هذا الأمر في وضوح تام، لأنها المتضرر الأول والأكبر من غيابك عنها، والشريعة تبني الحل في هذه المسألة على رأي الزوجة وموافقتها.

3. محاولة البحث عن عمل إضافي لتقصير فترة الغياب عن الزوجة والأهل.

4. دراسة إمكانية عمل زيارة قصيرة للزوجة.

5. عقد مقارنة واضحة بين المصالح المتحققة من وجودهم معك وبين ما يمكن أن يترتب عن غيابك عنهم لفترات طويلة.

6. توفير الموجهين الصالحين في حال غياب الأب.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير وأن يوسع لكم في الأرزاق وأن يلهمكم الرشد والصواب.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات