الفتاة وكيفية إيصال رغبتها لمن تريده للزواج

0 412

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة حاصلة على الشهادة الجامعية منذ ثلاث سنوات، وقد عانيت كثيرا لكي أجد عملا، وعملت في عدة مجالات، ولكني أعمل الآن في وكالة لكتابة العقود ولله الحمد، وقد تعرفت على أسرة عندما كنت أدرس، وتوطدت العلاقة بيني وبينهم، وهم يحبونني كثيرا حسب قولهم، وأنا لست جميلة ولله الحمد ولكني محتجبة وأحب الخير.

وهذه الأسرة لديها شاب تتمناه كل فتاة لخلقه وتدينه وحسن معاملته، وهو يعاملني بشكل جيد، وقد سافرت معهم إلى منطقتهم فازداد تعارفي عليه أكثر، وعندما عدنا بدأنا نتحدث عن طريق الشات، ورغم علمي بأن ذلك خطأ إلا أن كلامنا كان في غاية الاحترام، وكنا نتناصح فقط، وقد أخبرني بأنني عزيزية عليه وأنه معجب بأخلاقي وطريقة لباسي وأنني مثل أخته.

والمشكلة أن أمه لا تريد أن تزوجه إلا بفتاة من منطقتهم وهو كذلك، وأشعر بأنه يعاملني مثل أخته، وكل الناس المقربين لي وله يتمنون أن يتزوج بي، لكن لا أعرف كيف أقنعه بالزواج بي؟ ولا أستطيع أن أخبره أني معجبة به، وحتى أخته المقربة لي لم أستطع أن أخبرها أني معجبة بأخيها، وفي كل صلاتي أدعو الله أن يجعله من نصيبي.

علما بأن معظم صديقاتي تزوجن وأمنيتي أن يرزقني الله بذلك الشاب لأنه طيب ويتقي الله، ولا أرجو من هذه الدنيا سوى أن يرزقني الله بالزوج الصالح من أجل العفاف.

ولكم مني كل الدعوات بالخير والبركة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الراجية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يجمع شملكما على الخير وفي الخير، وأن يلهمك رشدك والسداد، ومرحبا بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وكما لا يخفي على أمثالك فإن الأمر بيد الشباب، والمبادرة تكون بيده، وشروط النجاح للزواج السعيد قد تحقق الجزء الأكبر منها، وهو أعرف الناس بالطريقة التي يستطيع أن يقنع بها أمه وأهله، ونتمنى أن يغنيك عن الإفصاح عما في نفسك.

كما أرجو أن تتوقف الاتصالات السرية بينكما، واعلمي أن في ذلك خيرا لك وله؛ لأن أي شاب يتهاون في إقامة العلاقة الشرعية إذا وجد من تمنحه العواطف بدون وجود علاقة، ولذلك فإن تمسكك بأحكام الشرع هو أكبر عوامل تعلقه بك، والرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، ويهرب من التي تجري وراءه، وعزة المرأة في أن تكون مطلوبة عزيزة.

ونحن نتمنى أن تكون الأمور أمامك واضحة؛ لأن هذا الشاب أو غيره لا يضمن إلا بعد وجود العلاقة الشرعية الرسمية، وحتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ومن هنا فإن التمادي في العواطف لا تحمد معه العواقب؛ لأنه ربما لم يحصل الزواج فتكون الآلام والحسرات.

ولا أظن أن هناك داع للانزعاج، وسوف يأتيك ما قدره لك الكريم الوهاب، فتمسكي بالحجاب والصواب، وابتعدي عن الشباب، واشغلي نفسك بطاعة الله وتلاوة الكتاب، وارفعي أكف الضراعة للكريم الوهاب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا بأس من رفع حاجتك إلى الله، وأكرر لك الشكر على تواصلك مع الموقع، وأرجو أن تقدمي العقل على العاطفة، وتوجهي لمن بيده التوفيق والخير والعافية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات