السؤال
نحمده سبحانه بما هو أهل له، ونصلي ونسلم على عبده محمد وآله وصحبه
أما بعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، ولي ابنة خالتي تكبرني بسبع سنوات، وهي ذات خلق وطيبة القلب، وهي مبتلاة بسحر أو أكثر ربما لتعطيل الزواج أو لأغراض أخرى، فكرت في الارتباط بها منذ سنتين تقريبا، وقد استخرت عدة مرات منذ ذلك الحين لكن النتيجة كانت سلبية، وبعد ذلك تعالجت عند أحد أهل الخير - وأظن أن حالتها تحسنت - وقمت بإعادة الاستخارة وبعد أيام اتصلت هي بي وروت لي رؤيا قد رأتها وقصصت الرؤيا على اثنين من المشايخ هنا في بلد إقامتي وقالوا لي تأويل الرؤيا أنك سوف تتزوج بها، واستبشرت خيرا، وطلبت من والدتي خطبتها لي، واعتقدت أن ذلك سيفرح الوالدة لكن للأسف أصيبت الوالدة بصدمة وتعبت صحيا، وقالت أنها لا تصلح زوجة لك ولا لغيرك، وهي مريضة وتعاني من مشاكل نفسية وتكبرك بسبع سنين، وهذا الزواج لن ينجح، وقالت (انسها) مع العلم أن ابنة خالتي لا تفكر بي على الإطلاق.
أعلم أن طاعة الوالدة واجبة ومقدمة على رغبتي، ولكن هل الاستخارة والرؤيا وتأويلها ممكن أن تكون غير صادقة ويجب علي نسيان الأمر واعتبار الأمر سحابة عابرة؟
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبيدة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يكرمك برضا والديك عنك، وألايحرمك بركة برهما وطاعتهما، وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته.
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لاشك فيه أن الاستخارة كلها بركة، وأنها إذا كانت صحيحة ووفق السنة فغالباما تكون نتيجتها واضحة، والرؤى التي تحدث بعدها غالبا ما تكون صحيحة وواضحة، ولكن لا يلزم من ذلك أن تتحقق الرؤيا مباشرة وفي نفس الوقت.
ويجوز للمستخير ألا يعمل بها إذا ترجح لديه أمر آخر، ولا حرج في ذلك شرعا، وقد تكون الرؤيا لا علاقة لها بالاستخارة، ولكنها وافقتها في الزمان وفقط، وقد يكون تأويل الرؤيا غير دقيق؛ لأن التاويل مسألة اجتهادية وليست نصا قاطعا، وعليه فإذا ما تعارضت نتيجة الاستخارة مع أمر أقوى منها مثل بر الوالدين فعلى الإنسان أن يقدم بر الوالدين؛ لأنه مأمور به شرعا، وقد يكرمه الله بتحقق رؤيته بعد فترة من الزمن ويكرم ببركة الاستخارة، وأنا شخصيا أرى أن طاعتك لوالدتك وعدم عقوقها أعظم بركة وأجرا من العمل بالاستخارة والرؤيا خاصة وأن أمك التي رفضت الموضوع رغم أن الفتاة ابنة أختها إلا أن محبتها لك وحرصها على مصلحتك جعلها ترفض هذه الفتاة رغم قربها منها.
والله ولي التوفيق.