أخشى العنوسة فماذا أفعل؟

0 285

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر (33) عاما، ولدي نصيب من الجمال والتعليم كأي فتاة، ولكني لا زلت عزباء، ورغم رضاي الكامل بقدر الله إلا أني أريد معرفة مدى إمكانية تحقيق حلمي في أن أجد ابن الحلال بعد كل هذه السنين؛ لأن هدفي من الزواج هو معيشة حياة الأزواج، فهل نصيبي لم يأت بعد؟ وهل لكل إنسان نصفه الثاني الذي لم أجده حتى الآن؟


علما بأني سجلت نفسي في موقع للزواج لكني أخاف من المغامرة، ولا أريد سوى أن يزيد أملي في الله، لأني مؤمنة به وأعرف أن كل شيء له وقت معلوم، ولكن الإنسان في حاجة للاطمئنان لتقبل الواقع والصبر عليه.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلن تخيب من يزيد أملها في الكريم المجيب، ومرحبا بابنتنا الفاضلة في موقعها بين آبائها وإخوانها، وسوف يأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي يقدره الله، واختيار الله للإنسان أفضل من اختياره لنفسه، ونعم الله بين عباده مقسمة، فهذه تعطى العافية والمال وتحرم الزوج، وثانية تجد الزوج وتحرم الولد وهكذا.

والسعيدة هي التي تتعرف على النعم التي تنغمس فيها لتؤدي شكرها ثم تنال بشكرها المزيد وتحافظ على نعم الله التي عندها؛ لأن الشكر جالب للنعم الجديدة، وبه تكون المحافظة على النعم القديمة، ألم يقل ربنا العظيم: (( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد))[إبراهيم:7]، فاشغلي نفسك بالمفيد، وواظبي على ذكر الله وتلاوة كتابه المجيد، وأظهري الرضا بما يقدره العزيز الحميد، وقد أسعدتني هذه الاستشارة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير والهداية.

ولا شك أن بذل الأسباب من تمام التوكل على الوهاب، فترك الأسباب جنون والتعويل على الأسباب خدش في التوحيد وعمل لا يكون، فأظهري لأخواتك وجاراتك وزميلاتك ما وهبك الله من الخير والأدب، واحشري نفسك في مجتمع الصالحات، فإن لكل واحدة منهن أخا أو ابنا أو قريبا يبحث عن الفاضلات.

وأما بالنسبة للتسجيل في المواقع فقد أسعدني أنك أطلقت عليها مغامرة، ولكني مع ذلك أقول: إذا ظهر الشخص المناسب فاجعلي البداية معه بأن يأتي ليطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، فإن الإسلام لا يقبل بأي علاقة تكون في الخفاء، والرجل لا يحترم المرأة التي لا يجد وراءها رجال.

والمرأة المسلمة درة وجوهرة لا يستطيع أحد الوصول إليها إلا بطرق الباب ومقابلة أوليائها الأحباب وتقديم صداق يدل على الصدق، فإذا وجدت في نفسك القبول وكان الرجل ممن يطيع الله والرسول، فلا تترددي في الموافقة والقبول، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات