كثرة الحركة وقلة التركيز عند الطفل

0 562

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
ابني يبلغ من العمر خمس سنوات، كثير الحركة، ولا يوجد لديه الصبر على التعلم، مع أنه طبيعي إلا أنه كثيرا ما نراه سرحانا ويحرك رأسه ويديه حركات عشوائية، وعند سؤاله عن حركاته تلك يقول بأنه يلعب، وحيث أنه الآن في الروضة فإنه لا يركز عندما يطلب منه الكتابة، ولا يحفظ بسهولة، وذلك من قلة التركيز، فهل هذه حالة مرضية أم حالة تحتاج لأساليب تربوية لتجاوزها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Basem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قلة التركيز بصفة عامة عند الأطفال تكون لسببين: السبب الأول: هو أن يكون الطفل قليل الذكاء نسبيا، أو قليل المقدرات المعرفية.
والسبب الثاني: هو أن يكون الطفل كثير الحركة ولديه ما يعرف بداء إفراط الحركة، وهذا يرتبط دائما بضعف التركيز وقلة الانتباه.

الطفل الذي يقل تركيزه يجب أن يقاس ويقيم الذكاء لديه، وهذا بالطبع يحدث بمقابلة الأخصائي النفسي، ولكن الآباء والأمهات بصفة عامة يستطيعون أن يقيموا إذا كان الطفل لديه علة في نقص ذكائه أم أن الطفل عادي، والأمر قد لا يحتاج لفحص دقيق، الفحص الدقيق فقط يؤكد الحالة، ولكن الملاحظة العامة تعتبر مهمة، فأرجو أن تلاحظوا هل هذا الابن – حفظه الله – لديه نفس الذكاء الذي يتمتع به أقرانه، وذلك في طريقة حركته وفي طريقة كلامه وفي طريقة تفاعله وانتباهه.. هذه تعتبر مقومات أساسية لتقييم الذكاء.

أنت ذكرت أنه توجد إشارات تشير أن هذا الطفل – حفظه الله – لديه علة وهي كثرة الحركة، وكثرة الحركة بالطبع تضعف الانتباه، وكثرة الحركة تعالج لدى الأطفال بالعلاج السلوكي والعلاج الدوائي، والأدوية التي تستعمل هي قوية نسبيا، منها عقار يعرف تجاريا باسم (ريتالين Ritalin)، ويعرف علميا باسم (ميثايلفنداين Methylphendiate) ويفضل ألا يعطى للطفل إلا بعد أن يبلغ الست سنوات.

هذه الأدوية محسنة جدا للتركيز وتقلل كثيرا من حركة الطفل، والعلاج السلوكي يتمثل حقيقة في تشجيع الطفل، وأن يكون المنهج التربوي قائما على التحفيز وعلى التشجيع، وعلى مساعدة الطفل في أن ينظم وقته وإشعاره بقيمته ونعطيه فرصة لمراجعة ما أعطي له في الروضة، وأن نكرر له عدة مرات، وأن نحفزه وأن نشجعه، وأن نكون في جانب التشجيع أكثر من جانب التوبيخ.

أرجو أيضا أن تتاح له فرصة كبيرة للاختلاط واللعب مع الأطفال من أقرانه، حيث إن التمازج مع الأقران والتفاعل معهم يعتبر أمرا مفيدا وجيدا جدا لأن يوسع الطفل من مداركه، وحتى سوف تقل الحركة لديه.

إذن: المناهج التربوية التي تقوم على التشجيع وعلى التحفيز، وإشعار الطفل بقيمته هي تساعد كثيرا في تقليل الحركة، وفي تحسين التركيز.

أما إذا كان الطفل يعاني حقيقة من علة في الذكاء فهذا يعتبر أمرا آخر، ويكون العلاج قائما على التكرار، وإذا كانت العلة شديدة فبالطبع لابد أن تتاح له فرصة التعليم في مدارس خاصة تهتم بالتربية لمثل هؤلاء الأطفال.

أرجو أيضا الاستفادة من الألعاب، فهنالك ألعاب مفيدة للطفل وهي ذات قيمة تربوية وقيمة تعليمية، فاللعبة وسيلة فعالة جدا لئن يوسع الطفل من مداركه ومعرفته، كما أنها تحسن المزاج العام للطفل وتقلل من حركته غير المرغوب فيها.

إذن الألعاب التي تحمل المحتوى التعليمي والتربوي سوف تساعد أيضا.

جزاك الله خيرا وبارك الله فيكم، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات