مرض الناسور وعلاجه

0 363

السؤال

السلام عليكم

كنت ألعب الكرة باستمرار، وكانت لياقتي عالية، وكنت ألعب في كل مكان من شدة حبي للعبة، لكن أتاني مرض الناسور فجأة فأوقفني عن اللعب، وقد أجريت العملية لكن الجرح توقف بعد فترة طويلة امتدت ستة أشهر، فهل العين هي سبب المرض بعد الله؟!

علما بأني كنت أجلس على الكمبيوتر قبل المرض لساعات طويلة، وبعد توقف الجرح لمدة ثلاثة أشهر بدأت ألاحظ نزول الدم لمدة قصيرة من نفس مكان الناسور، فما هي طريقة استعادة اللياقة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن العين حق ولا شك في ذلك، ولكن قد نكون حملنا هذا الموضوع أكثر مما هو مقبول أو ما هو مطاق، فيجب أن لا نرمي أو لا نعلق كل شيء يحدث في حياتنا من أمراض وعلل وإخفاقات نقول: ذلك ناتج من العين أو السحر أو المس؛ لأن مثل هذا الاعتقاد أو مثل هذا التفسير يعقد الموضوع أكثر مما يجب، فالمسلم مطالب بالقيام بواجبات معينة من أجل حماية نفسه من العين والحسد والشرور وهذه الأشياء، ويجب أن يكون المسلم قريبا من ربه، ويسأل الله تعالى أن يحفظه، ويكون حريصا على أذكاره، وأن يرقى الرقية الشرعية كما هو مطلوب.

هذا أفضل لنا من أن نحاول أن نفسر كل شيء ونرميه على العين، ولكن العين حق وهي موجودة، والاقتناع المطلق بأن كل شيء سببه العين هذا في حد ذاته خطأ جسيم، ويولد حالة نفسية سلبية لدى الإنسان، فأنت إن شاء الله في حفظ الله وفي حرزه.

أما الناسور فهو مرض معروف ويصيب الكثير من الناس ويصيب البر والفاجر ويصيب القوي ويصيب الضعيف، ولا شك في ذلك، وأتفق معك أن الناسور قد يستغرق وقتا حتى يتم برؤه وشفاؤه، وعليه فأنت مطالب بالمتابعة مع الطبيب الجراح واتباع التعليمات والإرشادات التي وجهها الطبيب.

قد رأيت البعض يعاني من هذه العلة لوقت طويل، والبعض يتم شفاؤه بفضل الله تعالى، وهذا هو الغالب، فأرى أن فرص الشفاء موجودة إن شاء الله، وعليك بالمتابعة مع الطبيب الجراح، والدم الذي ينزل منك الآن هو دليل على أنه لم يتم البرء الكامل للناسور، وهذا ليس مستغربا لأنه يحدث، ولكن بالمتابعة الطبية اللصيقة واتباع الإرشادات وتجنب الجلوس لأوقات طويلة أو الجلوس بأوضاع معينة، كما سوف يرشدك الطبيب، ولا شك أن ممارسة كرة القدم لا يمكن النصح بها في الوقت الحاضر.

لا بأس باستعمال الرقية الشرعية لعل الله يخفف ما بك، وأما مسألة العين فإنها سبب من أسباب التأثير فهي تسبب المرض كالجراثيم والميكروبات، بل قد تسبب الوفاة، لكنه سبب روحاني وليس سببا ماديا محسوسا، فهذه الأسباب سواء روحانية أو مادية هي من عند الله، ولا تقع إلا بإذنه، وهي رحمة للمؤمن تكفر ذنوبه، وعذاب للمنافق والكافر.

نسأل الله لك الشفاء وأن يحفظك من كل مرض، (اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشفي أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقما، اللهم إنا نعوذ بك من البرص ومن الجذام ومن الجنون ومن سيء الأسقام)، ونسأل الله أن يعافيك في بدنك وفي نفسك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات